طور فريق من علماء موسكو طريقة دقيقة للغاية لتشخيص مرض معد خطير يصيب الماشية (داء البروسيلات)، والذي قد يُصيب البشر أيضا، بحسب سبوتنيك.

ينتشر داء البروسيلات (وهو مرض تسبّبه بكتيريا من جنس البروسيلا) على نطاقٍ واسعٍ بين الأبقار والماعز والخنازير والأغنام، كما يشكل خطرًا على البشر، إذ يُمكن الإصابة به عن طريق التلامس مع الحيوانات أو تناول منتجات ملوثة، مثل الحليب والجبن.

وإذا لم يعالج في الوقت المناسب، يمكن أن تؤثر البكتيريا على جميع الأعضاء والأنسجة تقريبا، بما في ذلك الجهاز العضلي الهيكلي والجهاز العصبي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري.

كما أفاد المكتب الصحفي لمؤسسة العلوم الروسية، لم تكن هناك حتى الآن طرق موثوقة وسهلة المنال لتشخيص داء البروسيلات.

وغالبا ما تعطي هذه الطرق نتائج إيجابية خاطئة، لأنها تعتمد على الكشف عن الأجسام المضادة لما يسمى 'عديد السكاريد O'، وهو أحد مكونات جدار خلية البروسيلا.

وتكمن المشكلة في أن البكتيريا الأخرى تحتوي على عديدات سكاريد مماثلة، ولذلك لا تستطيع أنظمة الاختبار التمييز بدقة بين الحيوانات المصابة والحيوانات الملقحة أو السليمة.

واقترح علماء من معهد ن.د. زيلينسكي للكيمياء العضوية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم (موسكو)، والمركز الوطني للأبحاث لعلم الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة الذي يحمل اسم الأكاديمي الفخري ن.ف. من وزارة الصحة في روسيا (موسكو)، وجامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا (موسكو)، استخدام مكون آخر من جدار خلية البروسيلا لتشخيص داء البروسيلات: β-D-glucan الحلقي، أو عديد السكاريد B.

تنتج البكتيريا هذا السكاريد بكميات كبيرة، ولكنه لا يسبب استجابة مناعية، مما حال حتى الآن دون استخدامه في أنظمة الاختبار. ولحل هذه المشكلة، قام الباحثون بتصنيع سلسلة من السكريات قليلة التعدد التي تُحاكي أجزاءً من السكاريد الطبيعي B. وكان أقربها إلى الجزيء الطبيعي عبارة عن بنية مكونة من خمسة مونومرات. وقد قام الباحثون بدمجه مع بروتين (ألبومين مصل البقر). وكان هذا ضروريًا لمنح المركب خصائص مناعية، أي القدرة على إحداث استجابة مناعية.

قال نيكولاي نيفانتييف، رئيس المشروع المدعوم بمنحة من مؤسسة العلوم الروسية، ورئيس مختبر كيمياء الجليكوكونجوجيت في معهد ن.د. زيلينسكي للكيمياء العضوية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، والذي نقل كلامه في الرسالة: 'لا يسبب عديد السكاريد الطبيعي B عمليا إنتاج أجسام مضادة محددة، ولذلك لم يكن يعتبر سابقا علامة تشخيصية للكشف عن داء البروسيلات. لكننا تمكنا من الحصول على أجسام مضادة محددة تُشكل أساسًا لأنظمة اختبار دقيقة للغاية لتشخيص المرض واختبار اللحوم ومنتجات الألبان'.