كشفت دراسة جديدة نُشرت أن تغيّرات محددة في النشاط الكهربائي للدماغ أثناء الراحة، قد تكون سببًا مباشرًا في زيادة خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، ما يفتح الباب أمام رؤى جديدة لفهم جذور الاضطراب، وتطوير أدوات تشخيصية دقيقة، بحسب الرجل.

الدراسة المنشورة في مجلة Journal of Attention Disorders، والتي قادها الباحث كوانغمي آهن، استخدمت تحليلًا يسمى (Mendelian Randomization)، وهو أسلوب إحصائي حديث يُستخدم لتحديد العلاقة السببية بين الخصائص البيولوجية والاضطرابات الصحية، بالاعتماد على معلومات جينية.

ويعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا، ويؤثر على التركيز والسلوك، وغالبًا ما تظهر أعراضه في الطفولة، لكن كثيرًا من البالغين يواصلون مواجهة تحدياته في حياتهم اليومية، ما يؤثر على الأداء الأكاديمي والمهني والعلاقات الاجتماعية.

ما علاقة نشاط الدماغ بـADHD؟

يركّز البحث الحديث على نشاط الدماغ أثناء حالة الراحة، وتحديدًا ما يُعرف بموجات 'ألفا'، وهي جزء من نشاط الدماغ يُقاس باستخدام جهاز EEG.

وأظهرت نتائج الدراسة أن الأنماط الجينية التي ترتبط بانخفاض نشاط موجات ألفا أثناء الراحة، تساهم في زيادة خطر الإصابة بـADHD، وبالمقابل، لم تعثر الدراسة على دليل يُشير إلى أن وجود ADHD يؤدي إلى تغير في هذه الأنماط الدماغية.

واعتمدت الدراسة على بيانات ضخمة من مصدرين رئيسيين: الأول من اتحاد ENIGMA-EEG، وشمل بيانات من جهازEEG أثناء الراحة لـ7,983 شخصًا من دراسات التوائم والعائلات، والثاني من اتحاد الجينوم النفسي، وشمل بيانات جينية لـ225,534 شخصًا.

وأكد مؤلفو الدراسة أن النتائج تمثل دليلًا قويًا على علاقة سببية وتأثير بين تغير النشاط العصبي وخطر ADHD، كما تدعم نتائج سابقة وجدت صلة بين انخفاض نشاط ألفا وقلة الانتباه.

ومع ذلك، شددوا على أن الطرق الإحصائية تقدم أدلة قوية، لكنها ليست إثباتًا نهائيًا، خاصة في ظل وجود قيود على الدراسة مثل الاعتماد على قراءة EEG من موضع واحد فقط في الرأس، ما قد لا يعكس النشاط الكامل للدماغ.