واصلت ميليشيا الحوثي الإيرانية، الثلاثاء، عمليات اقتحام مقار المنظمات الإنسانية والوكالات الأممية في صنعاء، ضمن حملة ممنهجة تستهدف الموظفين المحليين والعاملين في هذه المنظمات.

واقتحمت قوات الأمن الحوثية مقر الهيئة الطبية الدولية (International Medical Corps) الواقع في شارع الخمسين نهاية حدة جنوب صنعاء، واحتجزت عدداً من موظفيها المحليين للتحقيق، وفق ما نقله الصحفي فارس الحميري عن مصدر خاص.

وأضاف المصدر أن قوات الحوثيين عبثت بمحتويات المقر وصادرت تجهيزاته، ما يهدد توقف الدعم الذي تقدمه الهيئة لنحو 20 مرفقاً صحياً في صنعاء ومحافظات أخرى، بما في ذلك رواتب الموظفين وتوفير الأدوية والمياه.

وتأتي هذه الحملة بعد أسابيع من تكثيف الحوثيين لعمليات الاقتحام في مقار الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية، في محاولة لمراقبة العمل الإنساني وفرض سيطرتهم على عمل هذه الجهات في مناطق الخاضعة لهم. ويشير نشطاء حقوقيون إلى أن هذه الممارسات تهدف إلى ابتزاز المنظمات واستخدام موظفيها كورقة ضغط سياسية.

ووفقًا لمصادر حقوقية وإعلامية تحتجز ميليشيا الحوثي في سجونها أكثر من 110 من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية، متهمة بعضهم بالتجسس لصالح جهات خارجية. وتأتي هذه الاعتقالات في وقت يواجه فيه اليمن أزمة إنسانية حادة، حيث تعتمد ملايين الأسر على الدعم الذي توفره هذه المنظمات.

وتثير هذه الحملة قلق المجتمع الدولي، حيث تهدد بتقويض الجهود الإنسانية وتأخير وصول المساعدات الأساسية للمدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين. وتشير مصادر محلية إلى أن اقتحام المقرات ونهب التجهيزات قد يؤدي إلى توقف بعض المرافق الصحية عن تقديم خدماتها، مما يزيد من معاناة السكان، خصوصاً المرضى والمسنين والأطفال.