اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
حذر علماء البراكين من أن العملاق النائم في جبال الإنديز جنوب تشيلي، بركان لونكيماي، قد ينهض من سباته الطويل خلال المئة عام المقبلة، مطلقا ثورن جديدا قد يعيد للذاكرة المشاهد العنيفة للرماد والحمم التي غطت المنطقة في أواخر القرن الماضي.
وتشير التقديرات العلمية إلى أن النمو السكاني المتسارع حول البركان خلال العقود الأخيرة يزيد من مستوى الخطر، إذ يعيش آلاف السكان اليوم في مناطق يمكن أن تتضرر مباشرة من أي نشاط محتمل، سواء من تدفق الحمم أو تساقط الرماد البركاني.
وكشفت دراسة علمية حديثة عن احتمالية مقلقة تفيد بأن بركان لونكيماي، الواقع في إقليم لا أراوكانيا جنوب البلاد، قد يثور خلال القرن القادم بنسبة تتراوح بين 27% و61%.
وتعيد هذه التوقعات للأذهان ثورانه الأخير بين عامي 1988 و1999، عندما شكّل المخروط البركاني المعروف باسم نافيداد، في حدث لا يزال مألوفًا لسكان المنطقة.
وبحسب صحيفة التيمبو التشيلية، سجل البركان 17 ثورانا خلال 5500 عام، ما يجعله واحدا من أكثر البراكين نشاطا في جبال الإنديز الجنوبية.
ويرى الباحثون أن معدل احتمال وقوع ثوران جديد يعد مرتفعا نسبيا مقارنة بالبراكين الأخرى في المنطقة، الأمر الذي يفرض على السلطات الاستعداد المبكر ووضع خطط طوارئ فعالة.
وشدد فريق الخبراء على ضرورة تحديث خطط الإجلاء والطوارئ و توفير بنية تحتية قادرة على نقل السكان بسرعة و مراقبة مستويات الغازات السامة والانبعاثات البركانية و منع بناء المشاريع السكنية في مسارات الحمم القديمة
وأكد العلماء أن الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول ضد الكوارث الطبيعية، داعين الجهات الرسمية إلى تزويد السكان بمعلومات دقيقة، وتحذيرهم من المخاطر المحتملة دون إثارة الذعر.
ويخلص التقرير إلى أن البركان، رغم عدم توقع ثوران وشيك، يظل من البراكين النشطة التي تتطلب مراقبة مستمرة لضمان الاستجابة السريعة في حال حدوث أي نشاط مفاجئ.
يُعد لونكيماي بركان طبقيا تشكل خلال فترتي العصر البلستوسيني والعصر الهولوسيني، ويتميز بشكله المخروطي المقطوع.
ويتكون معظم المخروط من صخور الأنديسايت، مع وجود صخور بازلتية وداسيتية، ويقع داخل منطقة مالالكاهويلو – نالكاس المحمية في جنوب تشيلي.
شهد البركان آخر ثوران رئيسي له في 25 ديسمبر 1988، وهو الثوران الذي أُطلق عليه اسم نافيداد.
واستمر النشاط لمدة 13 شهرا حتى عام 1990، ووصل مؤشر الانفجار البركاني إلى مستوى 3، في حدث تسبب بإطلاق كميات كبيرة من الحمم والرماد وإلحاق أضرار واسعة بالزراعة والثروة الحيوانية.
ورغم أن الثوران أسفر عن حالة وفاة واحدة فقط، فإنه أجبر السلطات على إجلاء أكثر من 2000 شخص، بعد أن امتد تدفق الحمم لمسافة تجاوزت 10 كيلومترات.
تشير نماذج البنية الجيولوجية للبركان إلى أنه بلغ أقصى ارتفاع يمكن أن يصله، وأن أي ثوران كبير مستقبلي سيحدث غالبا من فتحات جانبية وليس من قمته، على غرار ثوران 1988.


































