أطلقت صحيفة ذا نيشن النيجيرية لقبًا لاذعًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفة إياه بـ'بيبي السفاح'، في إشارة مباشرة إلى حجم القتل والدمار الذي خلّفته سياساته العسكرية في قطاع غزة.

يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الأصوات الدولية التي تُحذر من تبعات النهج العدواني لحكومة نتنياهو، وسط اتهامات بارتكاب جرائم حرب وتهديد استقرار المنطقة.

الصحافة العالمية: نتنياهو 'مهووس بالحرب'

لقب الصحيفة النيجيرية لم يكن نبتًا منفصلًا عن سياق دولي متصاعد من الانتقادات. فصحيفة الجارديان البريطانية وصفت نتنياهو بأنه 'مهووس بالحرب'، محذرة من أن هجماته الأخيرة على إيران وغزة تدفع الشرق الأوسط إلى حافة صراع ممتد.

أما نيويورك تايمز فقد نقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت قوله إن 'حكومة نتنياهو تخوض حربًا مدمرة بلا أهداف واضحة'، معتبرًا أن ما يجري في غزة يرقى إلى مستوى جرائم الحرب.

وفي تقرير لمجلة نيويوركر الأميركية، أُشير إلى أن نتنياهو يعطّل عمدًا أي جهود لإعادة بناء الهيكلية السياسية الفلسطينية، بهدف إبقاء حالة الحرب قائمة واستثمارها سياسيًا داخليًا.

ترامب و'صفقة القرن': الغطاء الأميركي للعدوان

ربطت صحيفة ذا نيشن بين السياسات الإسرائيلية والدعم الأميركي خلال إدارة دونالد ترامب، خاصة من خلال 'صفقة القرن' التي وُصفت بأنها منحازة لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية.

وتُعتبر هذه العلاقة عاملًا رئيسيًا في استمرار الإفلات من العقاب بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، رغم تصاعد الجرائم ضد المدنيين.

انقسام داخلي وتراجع خارجي

حتى داخل إسرائيل، بات نتنياهو شخصية مثيرة للانقسام. لوس أنجلوس تايمز نقلت عن محللين أن رئيس الوزراء 'يحاول تحميل الفلسطينيين ثمن فشله القيادي'، وهو ما يُثير قلقًا واسعًا حتى داخل الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة.

أما هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فقد نبهت إلى أن إسرائيل 'استنفدت رصيدها الدولي من الدعم والصبر'، خاصة بعد تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، جراء القيود الإسرائيلية المشددة على المساعدات الإنسانية، ما دفع القطاع إلى حافة المجاعة.

لقب يعكس إحباطًا دوليًا وتآكل الشرعية الأخلاقية

لا يعبر لقب 'بيبي السفاح' فقط عن رأي صحيفة نيجيرية، بل يُجسد حالة من الإحباط الدولي تجاه ما يُنظر إليه على أنه إصرار إسرائيلي رسمي على استمرار القتل والعقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، دون أفق سياسي واضح، ودون اعتبار للشرعية الدولية.

ومع اتساع رقعة الانتقادات العالمية، وتنامي الدعوات لمساءلة إسرائيل دوليًا، تُطرح أسئلة كبرى حول مستقبل الدور الإسرائيلي في الإقليم، ومصير نتنياهو السياسي، لا سيما في ظل ربط اسمه بملفات يُشتبه أنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.