كشفت منظمة الصحة العالمية واليونيسف، في بيان صحفي طالعه 'المشهد اليمني'، عن تسجيل 29 حالة مؤكدة من فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط الثاني (cVDPV2) في اليمن حتى الأسبوع 38 من عام 2025، بينها 28 حالة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وحالة واحدة فقط في المناطق التابعة للشرعية.

ويأتي هذا التصاعد في الإصابات ضمن موجة مستمرة منذ عام 2021، حيث بلغ إجمالي الحالات المسجلة 451 إصابة، 96% منها لأطفال دون سن الخامسة.

في مواجهة هذا الانتشار المقلق، دشنت وزارة الصحة العامة والسكان، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في 12 محافظة خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، والتي استمرت ثلاثة أيام من 29 سبتمبر حتى 1 أكتوبر 2025، مستهدفة أكثر من 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة.

وذكر البيان، أن هذه الجولة تأتي استكمالًا للحملة الأولى التي نُفذت في يوليو الماضي باستخدام اللقاح الفموي الجديد من النمط الثاني (nOPV2)، ضمن استجابة عاجلة تهدف إلى سد فجوات المناعة ووقف انتقال الفيروس، خاصة في ظل استمرار رصد الفيروس في مياه الصرف الصحي، ما يعكس خطورة الوضع وضرورة التدخل السريع.

وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور سيد جعفر حسين، أهمية هذه الجولة في تقليص خطر تفشي الفيروس، مشيرًا إلى التزام المنظمة بالوصول إلى كل طفل، بما في ذلك الأطفال في المجتمعات الأكثر هشاشة، وذلك بدعم من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.

من جهته، شدد ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز، على أن كل طفل في اليمن يستحق الحماية من الأمراض القابلة للوقاية، مؤكدًا أن الحملة ستصل إلى المنازل والمراكز الصحية والمناطق النائية لضمان وصول اللقاح إلى الأطفال الأكثر عرضة للخطر.

وتنُفذ الحملة عبر شبكة تضم نحو 15,000 عامل صحي موزعين على فرق متنقلة وثابتة، بإشراف ما يقارب 1,000 مشرف من الجهات الحكومية والمنظمات الشريكة، في إطار جهود منسقة لضمان جودة التنفيذ وتحقيق تغطية شاملة.

وبحسب البيان المشترك، 'تواصل منظمة الصحة العالمية واليونيسف دعم الحكومة اليمنية في سعيها لاستئصال شلل الأطفال وتعزيز برامج التطعيم الروتيني، مع التأكيد على أن الاستثمار المستمر في هذا المجال هو السبيل لضمان عدم ترك أي طفل دون حماية، خاصة في ظل التحديات الصحية والإنسانية التي تواجه البلاد'.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان، عن نجاح الجولة الثانية من حملة التحصين ضد شلل الأطفال للأطفال دون سن الخامسة، والتي نُفذت في عموم المحافظات المحررة خلال الفترة من 29 سبتمبر وحتى 1 أكتوبر 2025، محققة نسبة تغطية عامة بلغت 107% من إجمالي المستهدفين، في مؤشر واضح على تجاوب مجتمعي واسع ووعي متزايد بأهمية الوقاية من هذا المرض.

وأكد وكيل الوزارة لقطاع الرعاية الصحية الأولية، الدكتور علي الوليدي، أن عدد الأطفال الذين تلقوا اللقاح بلغ 1,436,723 طفلًا وطفلة، مشيرًا إلى أن الحملة نجحت في الوصول إلى الأطفال المتغيبين والرافضين للتطعيم، بفضل المتابعة الميدانية الدقيقة والتنسيق الفاعل مع السلطات المحلية والمجتمعية.

وسجلت عدة محافظات نسب تغطية مرتفعة، حيث بلغت في الحديدة 130%، ومأرب 123%، ولحج 116%، وعدن 105%، بينما حققت بقية المحافظات نسبًا متقاربة، ما يعكس شمولية الحملة ونجاحها في الوصول إلى معظم الأطفال المستهدفين في المناطق المحررة.

وأوضح الوليدي أن غرفة العمليات المركزية بالوزارة تابعت مجريات الحملة بشكل مستمر، وقدمت التوصيات اللازمة لضمان جودة التنفيذ، مشيدًا بالأداء المتميز لفرق التحصين الميدانية وفرق التثقيف والإعلام الصحي، الذين بذلوا جهودًا كبيرة في توعية الأسر وتحفيزهم على المشاركة.

كما ثمّن وكيل الوزارة الدعم المجتمعي والتفاعل الإيجابي من قبل الأسر والقيادات المحلية والدينية، والذي كان له دور محوري في تحقيق هذه النتائج المشرفة، مؤكدًا أن هذه الحملة تمثل خطوة مهمة في مسار القضاء على مرض شلل الأطفال، وتعكس التزام الحكومة اليمنية بحماية صحة الأطفال وتعزيز الوقاية المجتمعية.

77.235.62.132