وصفت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، لحظة اخترق الصاروخ اليمني المتشظي سماء الأراضي المحتلة، الجمعة الماضية، بـ'التطور الكبير والمثير للقلق العميق'، مشيرة إلى أن أنظمة الاحتلال لم تُبنَ لاعتراض رؤوس متشظية، وأن تجربة اليمن وضعت الاحتلال أمام تهديد نوعي غير مسبوق.

متابعات-الخبر اليمني:

ونقلت الصحيفة تصريحات لمحللين أقروا بأن الرد على صنعاء عبر قصف محطات الطاقة كان شكلياً وبلا قيمة، وأنه عكس حجم الفشل الكبير لمنظومات الدفاع الجوي، وأظهر أن الاحتلال هو من يدفع 'الفاتورة المركبة' لجهله باليمن وإرادته القتالية'.

وأكدت تحقيقات للاحتلال نشرتها الصحف العبرية أن الصاروخ أربك الدفاعات الجوية للكيان، في حين لم يتصرف كما هو متوقع، بل تحوّل إلى 'كابوس حقيقي'، إذ حلق في مسار غير منتظم، ثم انقسم إلى ذخائر متفجرة، تم الاعتراف بوصولها إلى منطقة 'اللد'، في مشهدا يصف حجم الفوضى والعجز للاحتلال.

وأقر الاحتلال للمرة الأولى منذ سنوات، أن الاعتراض كان 'فوضوياً ومكلفاً' إلى درجة تشغيل جميع الطبقات الدفاعية بشكل متزامن، في محاولة يائسة لإصابة كل ما يتحرك في السماء.

وقالت وكالة 'أسوشيتد برس' أن هذا النوع من الذخائر 'يجعل عملية الاعتراض أكثر صعوبة'، فيما أشار محللون إلى إن صنعاء تفتح صفحة جديدة في المواجهة مع الاحتلال، حيث وصل الصراع إلى عمق الكيان عبر سلاح استراتيجي لا تستطيع التكنولوجيا الغربية مجاراته، وإن تطوير منظومات جديدة لمواجهة هذا النوع من التهديد قد يستغرق عقداً كاملاً، بينما اليمن يواصل تقدمه بلا توقف.

ويرى خبراء أن ما جرى يمثل 'تحولاً تاريخياً' في معادلة الردع، فاليمن لم يعد طرفاً بعيداً يطلق الصواريخ من مئات الكيلومترات، بل أصبح لاعباً محورياً يفرض معادلاته على الاحتلال ويجعل كل سماءه مكشوفة أمام تهديد متطور ومتكرر.

وأكدت الصحيفة العبرية أن فشل أنظمة الدفاع لم يترك أثراً عسكرياً فقط، بل أحدث صدمة معنوية داخل المجتمع الصهيوني، الذي كان ينام مطمئناً تحت ظل 'القبة الحديدية'، وأنه يتعين على الاحتلاى أن يتفهم أن التحدي لا يتمثل في اعتراض الصاروخ التالي فحسب؛ بل يتعلق أيضا بتوقع التطور التالي في قدرات الخصم'.