أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسن بديع أن المجتمع المدني المصري والعربي يجب أن يستعيد دوره الحقيقي في تنشئة الوعي الوطني وحماية الهوية الثقافية، موضحًا أن هذا الدور تم تقليصه في السنوات الأخيرة ليقتصر على انتقادات سياسية محدودة، بينما الأصل أن يكون المجتمع المدني شريكًا فاعلاً في بناء العقول وحماية الأجيال.

وقال بديع خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن أخطر ما يواجهه الوطن اليوم هو فقدان الأجيال الجديدة للصلة بتاريخها وثقافتها الأصلية، مشددًا على أن المشكلة لم تعد تقتصر على الشباب الصغار فقط، بل تشمل أجيالاً كاملة حتى سن الأربعين ممن يفتقرون للوعي الكافي بأحداث مفصلية مثل حرب أكتوبر وما بعدها من تطورات.

وأضاف أن الإعلام، رغم كونه جزءًا من المسؤولية، لا يستطيع وحده أن ينهض بالمهمة، بل يحتاج إلى دعم من كل مؤسسات الدولة والمجتمع، وفي مقدمتها الجمعيات الأهلية، مراكز الشباب، الأحزاب، والروابط الاجتماعية، إلى جانب المسجد والكنيسة والمدرسة والبيت، لتشكيل شبكة متكاملة لحماية الهوية.

وأشار إلى أن ما يواجه الأمة العربية اليوم ليس مجرد تحديات إعلامية، بل هو غزو ثقافي وسياسي منظم، ولا يمكن مواجهته إلا بخطة قومية شاملة، تتضمن مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، تستهدف الأطفال والشباب منذ لحظة استيقاظهم وحتى نومهم، وباستخدام لغة وأدوات تناسب اهتماماتهم ووسائل تواصلهم.

واختتم بديع مؤكداً أن استعادة المجتمع المدني لدوره في ترسيخ قيم الانتماء والهوية لم يعد خيارًا، بل هو ضرورة ملحة لحماية المستقبل وضمان أن تنشأ الأجيال القادمة مدركة لتاريخها وقادرة على مواجهة التحديات.