أعلنت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأمريكي نشر آلاف الرسائل الإلكترونية المرتبطة بجيفري إبستين، ما أعاد الجدل حول شبكة علاقاته مع شخصيات سياسية وملكية بارزة.

وأكدت صحيفة إن بي سي نيوز أن الوثائق تضمنت إشارات مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرئيس الأسبق بيل كلينتون، والأمير أندرو، إلى جانب أسماء أخرى من عالم المال والسياسة. أوضحت الصحيفة أن هذه الرسائل تكشف عن طبيعة العلاقات الملتبسة التي ربطت إبستين بشخصيات نافذة، وتعيد فتح ملف الفضائح التي هزت الرأي العام منذ وفاته في ٢٠١٩.

تفاصيل الرسائل

وأوضحت مجلة ماري كلير أن رسائل إبستين تضمنت مزاعم بأن ترامب 'كان يعرف بشأن الفتيات'، في إشارة إلى ضحايا الاتجار بالبشر المرتبطين بإبستين. أشارت المجلة إلى أن هذه المراسلات أُفرج عنها في نوفمبر ٢٠٢٥، وأكدت أن إبستين تحدث عن علاقات ممتدة مع شخصيات نافذة في السياسة والمال.

وأضافت صحيفة إكسبريس أن بعض الرسائل زعمت أن ترامب قضى ساعات في منزل إبستين بحضور إحدى الضحايا المزعومات، وهو ما أثار موجة انتقادات جديدة في واشنطن. أوضحت الصحيفة أن هذه المزاعم قد تؤثر على صورة ترامب السياسية في ظل عودته إلى المشهد العام.

الأمير أندرو

كشفت صحيفة الإندبندنت أن الأمير أندرو رفض التوقيع على بيانات ملكية تدعم الناجيات من اعتداءات إبستين، ما أثار غضبًا داخل القصر الملكي. أوضحت الصحيفة أن الملك تشارلز قرر لاحقًا تجريد أندرو من ألقابه العسكرية والرسمية، مؤكدًا دعم العائلة المالكة للضحايا.

وأفادت شبكة إيه بي سي نيوز أن رسائل جديدة أظهرت أن أندرو واصل التواصل مع إبستين حتى عام ٢٠١١، رغم إعلانه العلني أنه قطع علاقته به بعد لقاء نيويورك عام ٢٠١٠. أوضحت الشبكة أن أندرو طلب من إبستين المساعدة في صياغة ردود إعلامية تنفي تورطه، ما يعكس استمرار العلاقة رغم الضغوط الإعلامية والسياسية.

شخصيات أخرى

وأشارت صحيفة التلجراف البريطانية إلى أن الملفات تضمنت أكثر من ٢٣ ألف وثيقة ورسالة، بينها إشارات إلى بيل كلينتون، ورجال أعمال بارزين مثل اللورد ماندلستون. أوضحت الصحيفة أن إبستين وصف بعض ممارسات ترامب التجارية بأنها 'قذرة'، بينما أكد أن كلينتون لم يزر جزيرته الخاصة، خلافًا لما تردد سابقًا.

وأضافت صحيفة نيويورك تايمز أن الوثائق تضمنت إشارات إلى شخصيات من عالم المال مثل ليون بلاك، الرئيس السابق لشركة أبولو غلوبال مانجمنت، الذي واجه تحقيقات بسبب تعاملاته المالية مع إبستين. أوضحت الصحيفة أن هذه العلاقات المالية شكلت جزءًا من شبكة النفوذ التي بناها إبستين على مدى عقود.

التداعيات السياسية والإعلامية

أكدت صحيفة إن بي سي نيوز أن هذه الرسائل أعادت فتح النقاش حول مدى معرفة الشخصيات البارزة بتصرفات إبستين، وأشارت إلى أن الملف أصبح قضية سياسية وإعلامية كبرى في الولايات المتحدة وبريطانيا. أوضحت أن هذه الوثائق قد تؤثر على صورة بعض الشخصيات العامة وتزيد من الضغوط على المؤسسات السياسية والملكية لتوضيح مواقفها.

وأضافت صحيفة واشنطن بوست أن نشر هذه الرسائل جاء في وقت حساس، حيث يواجه ترامب ضغوطًا سياسية متزايدة، بينما تحاول العائلة المالكة البريطانية إعادة بناء صورتها بعد سلسلة من الفضائح. أكدت الصحيفة أن هذه الوثائق قد تعيد ترتيب أولويات النقاش العام حول العلاقة بين السلطة والمال والفضائح الأخلاقية.

وأوضحت شبكة سي إن إن أن قضية إبستين لم تعد مجرد ملف جنائي، بل تحولت إلى مرآة تكشف عن طبيعة العلاقات بين النخب السياسية والمالية في العالم. أشارت الشبكة إلى أن الرسائل الإلكترونية الأخيرة تؤكد أن إبستين كان يستخدم شبكة علاقاته لتأمين النفوذ والحماية، وأن هذه الشبكة امتدت عبر المحيط الأطلسي لتشمل شخصيات أمريكية وبريطانية بارزة.

وأضافت صحيفة فايننشال تايمز أن هذه الوثائق قد تؤثر على الأسواق المالية، حيث يواجه بعض رجال الأعمال المرتبطين بإبستين ضغوطًا جديدة من المستثمرين والمؤسسات الرقابية. أوضحت أن هذه التداعيات الاقتصادية تعكس حجم تأثير القضية على مجالات تتجاوز السياسة والإعلام.