قال تقرير أمريكي، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعض حلفائه يرون أن قطاع غزة عبارة عن صفقة عقارية مغرية ولهذا طرح خطته بشأن تهجير قطاع غزة.

وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير اليوم أن دونالد ترامب، الذي كان يعمل في السابق كمطور لناطحات سحاب ومنتجعات ونوادي جولف في جميع أنحاء العالم، نجح في تقليص أحد أكثر الصراعات السياسية ديمومة في التاريخ الحديث إلى مجرد تحدٍ إنشائي، في إشارة لمقترحه بشأن غزة.

وأشار التقرير إلى أنه في وقت سابق، وصف صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره الكبير السابق جاريد كوشنر الصراع العربي الإسرائيلي بأنه 'ليس أكثر من نزاع عقاري' وتحدث عن الجمال المحتمل للواجهة البحرية لقطاع غزة على البحر الأبيض المتوسط.

وينظر معظم العالم إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كجزء من معركة دامت قرونًا حول الدين والأرض ومشكلة دبلوماسية مستعصية فيما نظر ترامب ودائرته الداخلية لسنوات إلى غزة باعتبارها شيئًا مختلفًا تمامًا وهي أنها مجرد “فرصة عقارية”.

وتابع التقرير: في يوم الثلاثاء الماضي، أخذ الرئيس ترامب هذا الرأي إلى مستوى جديد مذهل، حيث أعلن عن خطة للولايات المتحدة لتولي المسئولية عن إعادة تطوير غزة، مع إطلاقها كعلامة تجارية جديدة وهي 'ريفييرا الشرق الأوسط'.

ورغم أن الفكرة من غير المرجح أن يتم تنفيذها، إلا أنها توفر نافذة على شغف الرئيس بمهنته السابقة وباعتباره مطورًا سابقًا لناطحات السحاب والمنتجعات ونوادي الجولف في جميع أنحاء العالم، نجح ترامب في تقليص أحد أكثر الصراعات السياسية ديمومة في التاريخ الحديث إلى تحدٍ إنشائي بحسب التقرير.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن اقتراح ترامب لقي إدانة واسعة النطاق بين حلفاء الولايات المتحدة، الذين اتهموا الرئيس بتقليص المستنقع السياسي الطويل الأمد والأزمة الإنسانية إلى “صفقة عقارية”، فقد تحرك مساعدوه بسرعة لشرح أن الرئيس يعتقد أن فكرته ستكون جيدة لسكان غزة، الذين عاشوا أكثر من 15 شهرًا من القصف الإسرائيلي الذي دمر جزءًا كبيرًا من الشريط الذي تبلغ مساحته 141 ميلًا مربعًا على الحافة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.

وبحسب الصحيفة أظهر جاريد كوشنر اهتمامًا بغزة لسنوات، وصاغ خطة من 181 صفحة صدرت في يناير 2020 بعنوان 'السلام من أجل الرخاء' وتضمنت الترويج لـ 'الخصائص الفريدة والمثيرة' في الضفة الغربية وغزة والتي يمكن أن تجذب السياح إلى المنطقة من خلال ضخ التنمية والتسويق.

وقالت خطة كوشنر إنه يمكن تطوير أكثر من أربعين كيلومترًا من الساحل في غزة على طول البحر الأبيض المتوسط ​​​​إلى مدينة حضرية حديثة تطل على الشاطئ، مستمدة من أمثلة مثل بيروت وهونج كونج ولشبونة وريو دي جانيرو وسنغافورة وتل أبيب واستمر كوشنر في الترويج للمفهوم بعد سنوات، بما في ذلك في مقابلة مع مقدم البرامج الصوتية ليكس فريدمان، تم تسجيلها في 9 أكتوبر 2023 ومرة ​​أخرى في فبراير 2024 في هارفارد.

وقال في حدث هارفارد: 'أعتقد من منظور إسرائيل، سأبذل قصارى جهدي لإخراج الناس ثم تنظيف المكان'.

وقال إنه يجب نقل المدنيين من رفح إلى مصر، وطرح فكرة نقلهم مؤقتًا إلى النقب، وهي منطقة صحراوية كبيرة في جنوب إسرائيل.

وأكد العديد من خبراء الشرق الأوسط أن خطة ترامب غامضة للغاية لدرجة أنه من المستحيل معرفة السياسة التي قد تترتب عليها، ويقولون إن مقاتلي حماس سيستهدفون أي أفراد أمريكيين على الأرض كذلك لا يريد العديد من سكان غزة الانتقال ولا تريد الدول العربية استقبالهم. والاستيلاء الدائم على غزة من شأنه أن يعرض الدولة الفلسطينية في نهاية المطاف للخطر.