أحرف حرة

إبتسام الشيخ

'د.كامل إدريس' يستحق الدعم لأجل تعافي السودان

عاد رئيس الوزراء من نيويورك حاملا الكثير من البشريات التي ننتظر أن نراها واقعا على المشهد السوداني .

في تقديري نجح د.كامل إدريس في توظيف علاقاته السابقة وأستثمر تجربته في الأمم المتحدة بشكل جيد مكنه من عقد لقاءات مع مؤسسات على درجة عالية من الأهمية ، ووضع أمام الجميع قضايا السودان المأزوم ، معتمدا بحسب تعبيره الدبلوماسية المباشرة أسلوبا ،

وبذلك أرى أنه قد وضع الجميع وعلى رأسهم المؤسسة الأممية أمام تحدي معالجة الوضع السوداني ، خاصة فك حصار مدينة الفاشر ، والوضع الإنساني في عموم المناطق المحاصرة والمحتلة .

رُغم مآخذنا بشأن البطء الذي لازم تكوين حكومة الأمل وماصاحب تكوينها من ملابسات ، إلا أن الواقع الآن أن الحكومة مستقرة ، وطاقمها يباشر مهامه رُغم النشاذ هنا وهناك ، والذي أرى أنه مسألة طبيعية في ظروف بلد مثل السودان ، يعاني تعقيدات سياسية، اجتماعية ، جهوية ، تتحكم في مجريات أموره .

ما أراه أن بلانا رُغم الحرب التي أخذت منا الكثير وكلفتنا الأكثر ، إلا أنها تمر هذه الأيام بأفضل فتراتها ،

تناغم وانسجام واضح بين القيادة العسكرية والمدنية وملامح توافق على الالتزام بالأدوار في ظل الدولة السودانية ،

أرى أن د.كامل إدريس جدير بأن يُمنح الفرصة لقيادة دفة حكومة البلاد وفق رؤيته ، وبدعم كامل من بقية مكونات الدولة لجهوده ، بعيدا عن أية تدخلات سالبة تؤثر في أداء الحكومة ،جدير بأن يُمنح الفرصة ليتحمل المسؤولية كاملة ويُسهم بالتعاون والتوافق مع القيادة العسكرية ومكونات المجتمع السوداني في إخراج السودان إلى رحاب الأمن والسلام والإستقرار .

السودان الآن يخطو بإيقاع سريع نحو التعافي رُغم التحديات ، والتي تعتبر جميعها أمرا طبيعيا بعد الظروف العصيبة التي مرت بها بلادنا .

وفي تقديري أن مانحتاجه لنبلغ تمام التعافي هو الإرادة ، الإرادة لدى الجميع دون إستثناء .

فليمضي رئيس الوزراء مبارك الخُطى وفق رؤية واضحة لتطبيع حياة السودانيين ، ومحاولة وضع كل شيئ في موضعه بأولويات مرتبة ، الإعمار والبناء ، الصحة والتعليم ، عودة اللاجئين وإستقرار النازحين ، وغيرها ،

يُدرك رئيس الوزراء أن الأعلام سلاح له أو عليه وفق المعطيات ، لذلك خص الإعلاميين بما أراه يحتمل التوجيه والإلتماس والرجاء ، بأن لا تهتموا بساقط القول وأعينوننا في ملفات الإعمار والبناء ،

لبيك رئيس الوزراء…ولكن عليك أن تسارع بإنشاء مفوضية مكافحة الفساد الذي أزكم أنوفنا ، ويعلمه القاصي والداني ، وأقرت به الدولة في أعلى مستوياتها ممثلة في رئيس مجلس السيادة ونائبه ،

فمفوضية مكافحة الفساد كفيلة بأن تحسم الكثير من الأمور ، وقتها لن يجد الإعلام الفرصة لتأسيس المحاكم على الهواء ، وإصدار الأحكام ونصب المشانق ، بل سيمارس دوره في التنبيه إلى مواضع الخلل ، ويترك للمؤسسات القيام بدورها في ظل دولة العدل والحكم الراشد .

حفظ الله البلاد والعباد