اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
4 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: ارتفعت حرارة المشهد الانتخابي منذ الساعات الأولى لانطلاق الدعاية الانتخابية، لتتحول الساحات والشوارع والمنصات الرقمية إلى مسرح لحرب كلامية بين القوى السياسية، حيث اندلعت اتهامات متبادلة وفضائح علنية تركت بصمتها الثقيلة في الرأي العام، وأعادت إلى الواجهة مشهد الصراع المرير على المقاعد وكأن الانتخابات ليست سوى اختبار للأعصاب والقدرة على التشويه أكثر من كونها سباقًا ديمقراطيًا.
اتهامات بالمتاجرة بالمناصب
وقال رجل الأعمال سلمان اللهيبي، مؤسس حزب البواسل في ديالى، خلال تجمع انتخابي صاخب، إن نائبًا مخضرمًا من المكون السني متورط في بيع مناصب إدارية في وحدتين محليتين مقابل 100 ألف دولار للمنصب الواحد، ملمحًا بوضوح إلى النائب رعد الدهلكي. وأحدثت تلك الكلمات وقعًا مدويًا في أوساط الناخبين، لتفتح باب النقاش حول عمق الفساد الذي يحاصر مؤسسات الدولة، وسط صمت رسمي يزيد من الشكوك ويغذي الغضب الشعبي.
فيديوهات مفبركة وحملات تشويه
وانتشرت مقاطع مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي استهدفت مرشحين بارزين، حيث جرى تداول فيديو لفنانة مصرية على أنه للنائبة عالية نصيف، قبل أن يتضح سريعًا زيف الادعاء بعد مقارنة المصدر الأصلي للفيديو.
وأكدت نصيف في تصريح أنها تواجه ما وصفته بـ'ماكينة الابتزاز الرقمي'، محملة خصومها مسؤولية توظيف أساليب منحطة تضرب سمعة النساء في السياسة.
وأضافت: 'لن يكون التشويه سلاحًا يوقف عزيمتي، بل سيكشف أمام الناس حقيقة من يمارس هذه الأساليب الرخيصة'.
تمزيق لافتات وشراء أصوات
وشهدت شوارع المدن عمليات منظمة لتمزيق اللافتات الانتخابية في وضح النهار، فيما رصد ناشطون توزيع أموال نقدية للمتظاهرين مقابل الاحتجاج ضد مرشحين بعينهم.
وقال الناشط أحمد الكرخي إن 'الانتخابات باتت أشبه بمزاد علني، حيث يتم شراء الولاءات وبيع الأصوات بلا حياء'، فيما أشار مواطنون إلى أن مثل هذه الممارسات تزرع اليأس وتفقد الناخبين الثقة بالعملية السياسية برمتها.
تنافس خطير وغير شريف
وانبثقت من كل تلك الوقائع صورة قاتمة عن التنافس الانتخابي، إذ تحول إلى معركة غير شريفة تحكمها أساليب التشويه والابتزاز وشراء الذمم. واعتبر الباحث السياسي جاسم المعموري أن ما يحدث ليس دعاية انتخابية طبيعية بل 'حرب باردة على شكل حملات مفتوحة'، موضحًا أن هذه الظواهر تهدد بجر العملية الانتخابية إلى الفوضى وربما تقويض نتائجها مسبقًا.
ارتباك الشارع وغضب الرأي العام
وأثار هذا المشهد صدمة لدى الشارع العراقي الذي بدا منقسمًا بين من يرى أن ما يحدث انعكاس حتمي لفساد الطبقة السياسية، وبين من يحذر من أن استمرار الانفلات قد يقود إلى انفجار اجتماعي يضع الانتخابات كلها على المحك.
وقالت الناشطة ميساء الحمداني إن 'المواطن لم يعد يرى في هذه الانتخابات فرصة للتغيير، بل مسرحًا لتكرار الوجوه ذاتها، مع زيادة في جرعة الفضائح'.
About Post Author
moh moh
See author's posts