صرح حازم المنوفى رئيس جمعية عين لحماية التاجر والمستهلك

وعضو شعبة المواد الغذائية'نُتابع ببالغ الاهتمام والإعجاب ما أعلن عنه العلماء الصينيون من تحقيق إنجاز علمي غير مسبوق يتمثل في إنتاج السكر من الهواء، عبر تحويل الميثانول إلى سكريات باستخدام إنزيمات متقدمة وتقنيات حيوية مبتكرة. هذا التطور لا يُعد فقط ثورة علمية، بل هو أيضًا مؤشر قوي على مستقبل أكثر استدامة لقطاع الصناعات الغذائية عالميًا.

في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها العالم في ما يخص الأمن الغذائي وتغير المناخ، فإن القدرة على تحويل ثاني أكسيد الكربون – أحد أبرز مسببات الاحتباس الحراري – إلى سكريات قابلة للاستخدام في الأغذية والأدوية، يمثل نقطة تحول جذرية. هذه التقنية قد تُسهم في تقليل الاعتماد على الزراعات التقليدية كثيفة الموارد، وتفتح آفاقًا لإنتاج غذاء نظيف بتكاليف أقل وتأثير بيئي محدود.

كممثل عن شعبة المواد الغذائية وكرئيس لجمعية 'عين'، أرى أن هذا الابتكار يُحفّزنا في مصر والمنطقة العربية على تعزيز الاستثمار في البحث العلمي، ومواكبة التطورات التكنولوجية في الصناعات الغذائية. كما ندعو المؤسسات العلمية والمصانع الغذائية المحلية إلى متابعة هذه التجارب عن كثب، والعمل على دراستها لتقييم مدى إمكانية تطبيقها محليًا، خاصةً مع توجه الدولة نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات.

إننا بحاجة إلى تبني فكر جديد في التعامل مع الإنتاج الغذائي، يقوم على الابتكار والكفاءة وحماية البيئة. ولا شك أن ما تم الإعلان عنه في الصين يُشكّل مثالًا حيًا على كيف يمكن للعلم أن يُغيّر مستقبل البشرية نحو الأفضل.