(وكالات) – نبض السودان

في تطور علمي غير مسبوق، سجل كوكب الأرض أقصر يوم في تاريخه المُدوَّن منذ بدء استخدام الساعات الذرية عام 1949، حيث أكمل دورة كاملة أسرع بـ1.66 ميلي ثانية من اليوم القياسي المعتاد البالغ 24 ساعة، وذلك في تاريخ 5 يوليو 2024، ما أثار قلق العلماء بشأن مستقبل الكوكب وسلامة سكانه.

تسارع غير مرئي يهدد بتغيرات كارثية

رغم أن الفارق المسجل لا يتجاوز 1.25 ميلي ثانية في بعض الأيام، فإن العلماء يرون في هذا التسارع الطفيف مؤشراً خطيراً، بل وبداية محتملة لتغيرات جذرية قد تشمل اختلال توازن الكوكب الطبيعي، وزيادة منسوب البحار، وظهور اضطرابات في وظائف الإنسان الحيوية، إلى جانب تهديدات مناخية واسعة.

قوة الجاذبية تسرّع دوران الأرض

وفقاً لما كشفه تقرير صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية، فإن التغير في سرعة دوران الأرض يعود إلى تأثيرات الجاذبية القمرية التي تُحدث تسارعاً طفيفاً في محور دوران الكوكب عند القطبين، ما يؤدي إلى تقليص طول اليوم ولو بجزء من الثانية. لكن هذا التغير وإن بدا غير محسوس، فإن انعكاساته على المستوى الكوني والبيئي قد تكون مدمرة.

فيضانات في الأفق بسبب ارتفاع البحار

يحذر العلماء من أن استمرار تسارع دوران الأرض سيدفع بمياه المحيطات بعيداً عن القطبين نحو خط الاستواء بفعل القوة الطردية، مما قد يتسبب في ارتفاع منسوب سطح البحر في المناطق الاستوائية. ووفقًا للتقديرات، فإن زيادة سرعة الدوران بمقدار ميل واحد في الساعة فقط قد ترفع المياه عدة بوصات، وهو ما يكفي لإغراق مدن ساحلية منخفضة تعاني أصلاً من مخاطر الغرق.

كارثة في حالة تسارع أكبر

في سيناريو أكثر قتامة، إذا زادت سرعة دوران الأرض بمقدار 100 ميل في الساعة، فإن مساحات شاسعة حول خط الاستواء قد تختفي تماماً تحت مياه البحار نتيجة تدفق المياه القطبية جنوباً، مما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية لا يمكن احتواؤها.

الأيام الأقصر أصبحت نمطًا متكررًا

ومنذ عام 2020، بدأت الأرض في تسجيل عدد متزايد من الأيام القصيرة، منها يوم 19 يوليو 2020، الذي كان أقصر بـ1.47 ميلي ثانية، ويوم 30 يونيو 2022 الذي قُصِر بـ1.59 ميلي ثانية. لكن الرقم القياسي ظل ليوم 5 يوليو 2024، والذي دق ناقوس الخطر في أوساط العلماء والفلكيين حول العالم.

اختلال في الساعة البيولوجية البشرية

لا تقتصر آثار تسارع الأرض على الجانب الجيولوجي والمناخي فقط، بل تمتد إلى الصحة البشرية. فالعلماء يحذرون من أن تسارع الأرض، إن استمر، قد يقلص طول اليوم الشمسي إلى 22 ساعة فقط، مما سيؤدي إلى اضطرابات كبيرة في الإيقاع الحيوي البشري (الساعة الداخلية)، كأن يعيش الإنسان في تقدم دائم بساعتين يومياً، دون أي فرصة للتكيف.

النتائج الصحية: نوبات قلبية وسكتات دماغية

وقد أظهرت الدراسات أن تغييرات بسيطة مثل التوقيت الصيفي ترتبط فعلياً بارتفاع معدلات النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وحوادث المرور. فكيف سيكون الحال إذا تقلص اليوم فعلياً بساعتين كاملتين؟ يتخوف الباحثون من أن الآثار ستكون أكثر خطورة وتعمُّقًا مما يمكن تصوره.

الطقس سيزداد عنفًا

ويحذر عالم الفلك في وكالة ناسا، الدكتور ستين أودينوالد، من أن تسارع الأرض سيزيد من تأثير 'قوة كوريوليس'، والتي تسبّب دوران العواصف. وبالتالي، فإن تسارع الكوكب سيُفضي إلى مزيد من الأعاصير القوية، مما يعرض مناطق بأكملها للدمار.

الفيزياء ترصد المستقبل القريب

وقد اكتشف عالم الفيزياء الفلكية غراهام جونز من جامعة لندن هذا التغير في دوران الأرض في وقت مبكر من عام 2024، مشيراً إلى أن الأيام 9 يوليو، 22 يوليو، و5 أغسطس من نفس العام قد تسجل مزيدًا من التسارع في الدوران، ما يتطلب مراقبة دقيقة من المراكز البحثية العالمية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.24 ساعة لم تعد كافية.. الأرض تقلّص يومها وتسارع خطير في الأفق