في تطور درامي كشف خيوط جريمة العصر التي هزت محافظة عدن، أفادت مصادر أمنية رفيعة المستوى بأن الأجهزة الأمنية في محافظة تعز تمكنت، صباح اليوم السبت، من إلقاء القبض على المتهم الرئيسي في قضية اغتيال القيادي الأمني البارز، جمال يحيى نجيب صالح.

وتم تحديد هوية المتهم وهو 'أيمن اللبة'، الذي يشغل منصب نائب مدير شرطة مديرية كابوتا بعدن، في خطوة تفتح الباب أمام الكشف عن ملابسات الجريمة ودوافعها.

تعود الواقعة إلى فجر يوم الخميس الماضي، عندما أطلق مجهولون النار على جمال يحيى نجيب صالح بن صالح (33 عاماً)، مدير التسليح في قطاع الحزام الأمني بمحافظة أبين، وهو في سيارته بمديرية خور مكسر بمحافظة عدن، مما أرداه قتيلاً في الحال.

وأثارت الجريمة، التي استهدفت شخصية أمنية رفيعة، غضباً واسعاً واستنكاراً في الأوساط الأمنية والاجتماعية، مطالبة بالكشف الفوري عن الجناة وتقديمهم للعدالة.

وكشفت المصادر الأمنية أن عملية القبض جاءت ثمرة جهود استخباراتية وأمنية مشتركة ومكثفة انطلقت فور وقوع الجريمة. وبعد رصد دقيق لتحركات المتهم أيمن اللبة، تبين فراره من عدن إلى محافظة تعز اختباءً من وجه العدالة.

تم تشكيل فريق أمني متخصص تابع لقطاع الأمن في تعز، بالتنسيق مع جهات أمنية عليا، قام بتعقّب أثر المتهم ومراقبة تحركاته بدقة. وبعد تحديد مكانه بالضبط، تم حصاره في أحد الأحياء بمدينة تعز، وتمكن الفريق من إلقاء القبض عليه بنجاح دون وقوع أي مقاومة أو إصابات، في عملية أمنية ناجحة أظهرت كفاءة الأجهزة الأمنية في الوصول إلى المتهمين رغم محاولتهم التهرب.

ويأتي اعتقال أيمن اللبة ليشكل تطوراً خطيراً في القضية، كونه يشغل منصباً أمنياً مرموقاً كنائب لمدير شرطة، وهو ما يثير تساؤلات جادة حول دوافع الجريمة. وتحاول التحقيقات الأولية الكشف عما إذا كانت الجريمة ذات خلفية شخصية، أو تتعلق بخلافات عمل، أو أنها جزء من صراعات أكبر.

ويعتبر توقيفه نقطة تحول أساسية قد تقود التحقيقات إلى كشف أي شركاء محتملين آخرين قد يكونون ضالعين في عملية الاغتيال.

أفادت المصادر بأن المتهم أيمن اللبة تم نقله فوراً إلى مقر النيابة العامة في تعز، لاستكمال إجراءات التحقيق الأولية معه، تمهيداً لتحويله إلى السلطات المختصة في عدن حيث وقعت الجريمة.

من المقرر أن توجّه له النيابة تهمة القتل العمد، وسيتم التحقيق معه للوقوف على دوافعه وتفاصيل تنفيذ الجريمة، فيما تواصل الأجهزة الأمنية تحرياتها للوصول إلى كافة المتورطين في هذه الجريمة البشعة.