كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تمر بواحدة من أكثر اللحظات إحراجًا في تاريخها الحديث، بعد تسريبات من مسؤولين حاليين وسابقين حول ما وصفوه بـ'سلوكيات غريبة ومقلقة' لوزير الدفاع بيت هيجسيث، القادم من خلفية إعلامية على قناة 'فوكس نيوز'.

صراخ وتلويح بالأوراق في الاجتماعات

بحسب شهادات لمسؤولين نقلتهم الصحيفة، فإن هيجسيث دأب على الدخول في نوبات غضب خلال الاجتماعات، رفع صوته بطريقة 'مفزعة'، ولوّح بتقارير استخباراتية في الهواء وكأنه أمام جمهور تلفزيوني. وأشار آخرون إلى أنه كان يضرب الطاولة بقبضته أو يلوّح بيده بشكل مسرحي، ما أثار استغراب القادة العسكريين وأضعف هيبته داخل البنتاجون.

كما أضاف التقرير أن الوزير انسحب من اجتماعات حساسة تتعلق بالأمن القومي دون سابق إنذار، الأمر الذي وصفه مسؤولون بأنه 'غير مسؤول' ويضر بقدرة الولايات المتحدة على الاستجابة السريعة للأزمات.

زوجة الوزير في قلب الاتهامات

الجدل لم يتوقف عند الوزير، إذ أشارت الصحيفة إلى أن زوجته متهمة باستخدام موارد مرتبطة بمنصب زوجها في أغراض شخصية، بينها رحلات بطائرات خاصة وحجوزات فندقية فاخرة. كما تحدثت تقارير عن استغلال مساعدين حكوميين في مهام منزلية، ما أثار استياءً واسعًا داخل البنتاجون.

انقسام داخلي وتداعيات خارجية

وترى 'ديلي ميل' أن الانقسام داخل وزارة الدفاع أصبح واضحًا: فريق يرى أن هيجسيث يمتلك حضورًا إعلاميًا مؤثرًا يساعد واشنطن في مخاطبة الرأي العام، بينما يعتبر آخرون أن خلفيته الإعلامية لا تؤهله لإدارة ملفات معقدة مثل الترسانة النووية والتعامل مع حلف الناتو ومواجهة خصوم كالصين وروسيا.

التقارير لم تبقَ داخل الولايات المتحدة، بل استُغلت إعلاميًا في روسيا والصين لتصوير القيادة الأمريكية على أنها 'مضطربة وغير منضبطة'، ما يضعف صورة واشنطن أمام خصومها وحلفائها على السواء.

احتمالات الاستقالة أو الإقالة

التقرير ختم بالإشارة إلى أن الضغوط السياسية والإعلامية قد تدفع باتجاه استقالة هيجسيث أو إقالته، لكن مستقبل بقائه في منصبه قد يعتمد على موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قد يفضّل الاحتفاظ به حفاظًا على دعم قاعدته المحافظة.