أجمع المشاركون في الورشة التدريبية حول' أسس وإدارة المعارض الفنية' التي نفذتها مؤسسة جدارية لتنمية الثقافية والإعلام، على أن الورشة شكّلت تجربة تدريبية نوعية، ومتميزة من حيث المحتوى العلمي وتنوع المحاور المقدّمة وأسلوب المدرب التفاعلي لاعتماده أمثلة نظرية وتطبيقية من واقع العمل الفني المحلي الخاص بمدينة عدن، مؤكدين بأن الورشة فتحت آفاقاً جديدة للتفكير الإبداعي في تصميم وتنظيم المعارض.

كما عبر المشاركون، في الورشة التي تأتي ضمن أنشطة 'مساحة جسر الإبداعية'،وفي إطار مشروع المساحات الثقافية الإبداعية، بدعم من مشروع اليونسكو 'توظيف الشباب عبر التراث والثقافة في اليمن'، والممول من الاتحاد الأوروبي ،عن تقديرهم الكبير لبيئة التدريب داخل مساحة جسر الإبداعية، التي وفرت مساحة آمنة للتعبير وتبادل الخبرات، مثمنين دور 'مؤسسة جدارية 'في تنفيذ الورشة التدريبية باحترافية عالية وتوفير أساليب تدريب حديثة ساهمت في تعزيز قدراتهم للابتكار والعمل في مجال إدارة وتنظيم المعارض الفنية.

'منحتني ثقة أكبر '

وقالت سيما حسين – خريجة هندسة تقنية معلومات: إن مشاركتها في الورشة أحدثت نقلة نوعية في مسارها المهني، رغم خلفيتها الأكاديمية في مجال البرمجيات وسهولة التنقل بين الفروع التقنية، متابعة قولها :'خلال الورشة تعرفت على مجال جديد بالنسبة لي، وهو كيفية الوصول إلى الإبداع والابتكار من خلال برنامج' SketchUp'، الذي يتيح تصميم الأستاندات وغرف الديكور بطريقة احترافية،لقد خصصت الورشة خمسة أيام للدراسة الرقمية النظرية، تلتها خمسة أيام تطبيقية، قمنا خلالها بتحويل التصاميم المختارة إلى نماذج واقعية باستخدام أدوات النجارة والخشب،هذه التجربة منحتني ثقة أكبر ودافعتني للتفكير بمسار جديد ومختلف'.

' صقلت خبرتي '

من جانبها أوضحت سمية محمد سعد – خريجة تربية ومصممة فوتوشوب، أنها اكتسبت معارف واسعة كانت تفتقدها سابقًا، وقالت: 'عندما سجلت في الورشة لم أتوقع أن تكون بهذه الفائدة وأن تساهم في صقل خبرتي، تعرّفت لأول مرة على برنامج SketchUp وعلى تقنيات جديدة، صحيح واجهت صعوبة في البداية، لكن مع التركيز وأسلوب المدرب تحولت التجربة إلى متعة حقيقية، الأجمل أن الورشة أعادت إحياء شغفي بالنجارة التي هي أساسا جزء من مهنة عائلتي وموجودة في داخلي منذ الصغر، أنا سعيدة وفخورة بما أنجزناه، وأتمنى استمرار هذه الورش ليستفيد منها الجيل القادم'.

' استفادة كبيرة'

واكد شعيب محمد عبده – خريج فنون جميلة من معهد جميل غانم، أن التدريب كان مميزاً ونوعياً، ويُقام لأول مرة بهذا الشكل للفنانين والمصممين في عدن، قائلاً:'كانت الاستفادة كبيرة خصوصاً في الجانب التطبيقي. خلال أقل من أسبوع صنعنا أستاندات وسقامات بنجاح، وهذه تجربة ذات أثر إيجابي واضح، قيمة الأستاند في السوق مرتفعة وغالباً تكون سريعة التلف بسبب ضعف الجودة، لكن ما صنعناه في الورشة كان مختلفاً، فالخشب المستخدم عالي الجودة والتصاميم جديدة ومبتكرة'.

وأضاف:'طريقة التدريب كانت سلسة ومبسطة، مع نصائح وإرشادات مستمرة أثناء العمل، كما قدم المدرب عروضاً نموذجية ساعدتنا على استيعاب الخطوات وتنفيذها باحترافية'.

' تجربة جديدة '

فيما أشارت فاطمة نجيب العطاس – مهندسة معمارية، إلى الأهمية المكتسبة من الجانب التطبيقي في الورشة، موضحة بأن في سنوات الدراسة الجامعية كان التدريب نظرياً فقط بسبب ظروف خارجة عن إرادة الكلية، ولم تتمكن من التطبيق العملي، مؤكدة أن أكثر ما جذبني في هذه الورشة هو أنها أتاحت لنا التجربة الواقعية لأول مرة، والتدريب في مجال إدارة المعارض جديد وفريد على مستوى عدن، والشباب بحاجة لمن يتبنى أفكارهم ويشجعهم.

وأختتمت بالقول:'نرجو استمرارية هذه البرامج، وأن تحتذي المؤسسات الثقافية والتعليمية بمؤسسة جدارية في الاهتمام بالمبادرات التي تبني قدرات الشباب، وتمنحهم خبرة تساعدهم على إقامة معارض يستفيد منها المجتمع وتُعزز حضورهم في خدمة التنمية'.

' دعم سوق العمل'

واكد مدرب الورشة الأستاذ عارف التوي ،أهمية الاستثمار في تدريب الشباب، قائلاً: 'حرصنا خلال الورشة على المزج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي خطوة بخطوة، لتمكين المشاركين من تحويل أفكارهم إلى نماذج ملموسة، ما حققوه خلال فترة قصيرة يعد إنجازاً يستحق الإشادة، ويعكس روح الحماس والابتكار لديهم،مضيفاً نطمح إلى توسيع هذه التجربة لتشمل عدداً من المعارض الثقافية المتنوعة وغيرها من المشاريع المشتركة، بما يدعم سوق العمل ويسهم في خلق فرص جديدة للمبدعين الشباب'.

ودعا الاستاذ التوي،الشباب لضرورة امتهان حرفة ومهنة حتى تنجيه من العوز والفقر،مقدماً نصيحة لكل الشباب من خريجين الجامعات لابد ان ينمي مهاراته ويكتسب حرفة، لتوفير فرص عمل له تُدر عليه الدخل لتحسين اوضاعهم الاقتصادية.

وعكست آراء المشاركين مستوى النجاح الذي حققته الورشة، سواء على صعيد بناء القدرات أو خلق وعي أكبر بأهمية إدارة المعارض الفنية كأداة للتنمية الثقافية، وتأتي هذه الفعالية التدريبية امتداداً لجهود مؤسسة جدارية لتنمية الثقافية والإعلام،في تمكين الشباب وإحياء الدور الحيوي للثقافة في المجتمع، بدعم دولي يسهم في تعزيز الصمود المجتمعي وبناء المستقبل الإبداعي.

الجدير ذكره ،أنه تم تقسيم المتدربين الـ 21 إلى ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة سبعة متدربين، على أن يتولى كل فريق إنجاز مهمة عملية خاصة به، حيث نفذت المجموعة الأولى تصميم سقامات وأستاندات متكاملة، فيما أنجزت المجموعة الثانية أستاندين وسقامة مبتكرة بلمسات جديدة تختلف عن النماذج التقليدية، بينما صممت المجموعة الثالثة سقامة واحدة مع نافذتين مستوحاة من الطراز العدني القديم،ومن المقرر أن يُختتم البرنامج بإقامة معرض متكامل يعرض أعمال وإنجازات المجموعات الثلاث أمام الجمهور.