شهدت إيران حملة واسعة من الاعتقالات والإعدامات لأشخاص يُشتبه في ارتباطهم بوكالات الاستخبارات الإسرائيلية والأجنبية، وذلك عقب الصراع الأخير بين البلدين الذي استمر 12 يومًا.

وقد أعقب هذا الصراع، الذي بدأ في 13 يونيو 2025، تصريحات من السلطات الإيرانية بتسلل غير مسبوق لعملاء إسرائيليين إلى الأجهزة الأمنية الإيرانية بمختلف مستوياتها، ويُعتقد أن المعلومات التي تم تمريرها إلى إسرائيل ساهمت في تنفيذ عمليات اغتيال بارزة طالت عددًا من قادة كبار في الحرس الثوري الإسلامي وعلماء نوويين، وهي عمليات نسبتها إيران إلى الموساد، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي.

كانت السلطات الإيرانية قد أعلنت عن اعتقال أكثر من 700 فرد يُشتبه في ارتباطهم بشبكات تجسس إسرائيلية منذ بدء الهجمات الإسرائيلية، ووفقًا لوكالة الأنباء 'فارس' التابعة للحرس الثوري، فإنه خلال الصراع، نفذت إيران إعدام ثلاثة أشخاص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، تلاهم إعدام ثلاثة آخرين في اليوم التالي لوقف إطلاق النار. كما أذاعت قنوات التلفزيون الحكومي اعترافات لمعتقلين.

وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الحملة الأمنية استهدفت أيضًا نشطاء، بالإضافة إلى أفراد عائلات مرتبطين باحتجاجات سابقة تعود إلى عام 2022، وفي بعض الحالات، خضعوا للتحقيقات دون توجيه تهم رسمية إليهم بعد، وفي المناطق الكردية، تم تعزيز الوجود العسكري من خلال نقاط تفتيش وتفتيش هواتف المواطنين، مع تركيز خاص على منع أنشطة الانفصاليين والجماعات المعارضة مثل منظمة مجاهدي خلق، وسجلت مجموعة حقوقية إيرانية 705 حالة اعتقال على خلفية تهم سياسية أو أمنية منذ بدء الصراع.

كما شددت السلطات الإيرانية الضغط على الصحفيين العاملين في وسائل إعلام خارجية مثل بي بي سي الفارسية وتلفزيوني 'إيران إنترناشونال' و'مانوتو'، واحتجز الحرس الثوري أفراد عائلات بعض الصحفيين في طهران للضغط عليهم للاستقالة، مع توجيه تهديدات بالتهم مثل 'الحرابة' التي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام وتلقى مواطنون رسائل تحذيرية من وزارة الاستخبارات تطالبهم بقطع الاتصال بصفحات إعلامية مرتبطة بإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت إيران قد تكبدت خسائر فادحة في كوادرها البشرية المهمة ضمن الدوائر الأمنية والنووية خلال الصراع الأخير مع إسرائيل، ويُعتقد أن شبكات التجسس الإسرائيلية لعبت دورًا حاسمًا في تسهيل هذه الخسائر.

ووفقًا لتقرير نشرته بي بي سي الفارسية، أدت عمليات التسلل غير المسبوقة من قبل عملاء إسرائيليين، يُشتبه أنهم تابعون للموساد، إلى اغتيالات دقيقة وممنهجة شملت استهداف مواقع حساسة وأفراد ذوي أهمية استراتيجية.