حرصًا على المهنية وحق الرد، وبناءً على ما وردنا من تفاعلات وتعقيبات حول المادة السابقة المعنونة بـ 'ارتفاع غير مبرر في رسوم مدرسة خاصة بتبن (مدرسة سماء تبن الحديثة) يثير استياء الأهالي…'، قمنا بالنزول الميداني إلى المدرسة ذاتها والتقينا بإدارتها، واطلعنا عن قرب على واقع المدرسة من حيث البنية التحتية والتنظيم والمرافق التعليمية، إيمانًا منّا بأن الإنصاف لا يكتمل إلا بسماع الرأي والرأي الآخر.

ومن خلال زيارتنا، وجدنا أن مدرسة سماء تبن الحديثة تعد من المدارس القليلة – وربما الوحيدة – في المنطقة التي أُنشئت وبُنيت منذ البداية كمدرسة بمعايير تعليمية حقيقية، وليست مجرد مبنى سكني تم تحويله لاحقًا إلى مؤسسة تعليمية، كما هو الحال في عدد من المدارس الأخرى.

وتبين لنا أن المدرسة تتمتع ببنية تحتية مميزة تشمل معامل حاسوب ومختبرات علمية وقاعات مخصصة، بالإضافة إلى ملعب داخلي للأولاد وساحة مستقلة للبنات، وهو ما يجعل منها بيئة تعليمية متكاملة قلّ أن نجد مثلها في كثير من مدارس المحافظة، سواء الحكومية أو الأهلية.

أما من حيث الرسوم الدراسية، وبعد المقارنة مع المدارس الأهلية الأخرى في محافظة لحج، بل وحتى بعض المدارس في محافظة عدن، وجدنا أن رسوم مدرسة سماء تبن الحديثة تقع ضمن المعدل الطبيعي، بل وتقلّ عن بعض المدارس الخاصة الأخرى، لا سيما عند الأخذ بالاعتبار الفروق في التجهيزات وجودة التعليم وانضباط الطاقم الإداري والتعليمي.

وقد تبيّن لنا أن بعض من عبّروا عن استيائهم في وقت سابق، لم تتوفر لديهم صورة كاملة عن واقع التعليم الأهلي ومتطلباته، أو لم يقارنوا بشكل شامل بين المدارس من حيث التكلفة والمستوى والخدمات المقدمة. ومن هذا المنطلق، فإننا نلتمس العذر لكل من اشتكى بدافع الحرص والخوف على مستقبل أطفاله، ونثمن حرصهم على المطالبة بتحقيق العدالة والرقابة على المؤسسات التعليمية.

وفي ضوء ما تكشّف لنا من معلومات وواقع ملموس، نؤكد أن مدرسة سماء تبن الحديثة تستحق كل التقدير لما تبذله من جهود في توفير بيئة تعليمية راقية ومتميزة، رغم التحديات والظروف التي تمر بها البلاد.

ونحن إذ نوضح ذلك، نؤكد التزامنا الكامل بالمصداقية ونقل الحقيقة كما هي، دون تحيّز، وحرصنا على أن يكون الإعلام أداة إصلاح وتواصل، لا وسيلة لإثارة الجدل أو تحميل الأمور أكثر مما تحتمل.

ولنا منشور آخر لاحق نوضح فيه عدد القوة العاملة من معلمات وإداريين، كما سنقوم بنشر تفاصيل الرسوم الدراسية لكل مرحلة، حرصًا على الشفافية الكاملة وتمكين أولياء الأمور من الاطلاع والمعرفة الشاملة.

والله ولي التوفيق.