في تطور يُثير جدلاً واسعًا حول تداخل الصلاحيات وفوضى التعيينات في المحافظات المحررة، أقدم عبدالواسع شداد، مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة تعز، على إصدار قرار بتعيين مدير جديد لإدارة التربية والتعليم في مديرية شرعب السلام، رغم أن هذه المديرية تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي منذ سنوات.

والأكثر إثارة للجدل أن قرار شداد جاء بعد أقل من أسبوعين فقط من صدور قرار رسمي من محافظ تعز بتكليف مدير لتربية شرعب السلام، في خطوة وصفها مراقبون بأنها 'تجاوز صارخ للصلاحيات' و'تحدي مباشر للسلطة المحلية والدستور'.

تعيين يُعيد إنتاج الفوضى

بحسب مصادر مطلعة، فإن قرار المحافظ كان نتيجة إجراء روتيني يُعرف بـ'ترشيح مدير عام المديرية'، يُرفق بمفاضلة تُنسب رسمياً إلى الخدمة المدنية، ويُمرَّر عبر مدير مكتب المحافظ. لكن ما يثير الاستغراب، وفق تلك المصادر، هو أن شداد يستغل هذا المسار الإداري بشكل متكرر لإصدار قرارات موازية تخدم أجندته الشخصية أو جماعته، مستفيدًا من الفراغ الأمني والإداري الذي تعيشه المحافظة.

ويُشير مراقبون إلى أن هذه الممارسة ليست جديدة، بل أصبحت نمطًا ثابتًا في إدارة شداد للشأن التربوي، حيث يوظف غموض الإجراءات وضعف الرقابة لفرض ولاءات وتعيينات لا تستند إلى الكفاءة، بل إلى الولاء السياسي أو التنظيمي.

خرق دستوري أم لعبة نفوذ؟

ويرى خبراء في الشأن الإداري أن القرار لا يُشكل فقط تجاوزًا لصلاحيات مدير مكتب التربية، بل يُعد خرقًا صريحًا للقانون الإداري اليمني، الذي يُلزم جميع الجهات بالتقيد بسلسلة التعيين الرسمية التي تبدأ من المحافظ وتُصادق عليها الجهات المختصة.

كما أن تعيين مسؤول في منطقة لا تخضع لسلطة الدولة يطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى القرار ومشروعيته، خاصةً وأن أي مسؤول يُعيَّن في شرعب السلام لن يتمكن من ممارسة مهامه الفعلية دون تنسيق مع جماعة الحوثي، ما يفتح الباب أمام اتهامات بـ'التواطؤ غير المعلن'.