في تصعيد غير مسبوق، فجّرت حكومة بورتسودان أزمة دبلوماسية جديدة بإعلانها قطع العلاقات مع دولة الإمارات، ما دفع سفير السودان في أبوظبي إلى الخروج عن صمته، رافضًا هذا القرار جملة وتفصيلاً. التحرك المثير للجدل أعاد تسليط الضوء على حالة الانقسام داخل السودان، وفتح الباب لتساؤلات حول الجهة المخولة بالتحدث باسم البلاد في خضم الحرب والانقسام السياسي.

السفير السوداني يرفض إعلان بورتسودان

أعرب عبد الرحمن شرفي، سفير السودان لدى الإمارات، عن رفضه القاطع للإعلان الصادر من حكومة بورتسودان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، مؤكدًا أن هذا الإعلان لا يستند إلى شرعية قانونية أو سياسية، وأن الجهة التي أصدرته لا تمثل الشعب السوداني ولا إرادته الحقيقية.

وأضاف شرفي أن العلاقة بين البلدين تقوم على أسس متينة من الاحترام المتبادل والتعاون المستمر، وقد تطورت عبر عقود طويلة من الشراكة والاحترام بين الشعبين، مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات لا تعبر عن الدولة السودانية الرسمية.

استمرار عمل البعثات الدبلوماسية السودانية في الإمارات

أكد السفير السوداني أن سفارة السودان في أبوظبي والقنصلية العامة في دبي تواصلان عملهما كالمعتاد، وأن الجالية السودانية في الإمارات لن تتأثر بالإعلانات السياسية الصادرة من أطراف لا تملك الشرعية. وشدد على أن الخدمات القنصلية مستمرة دون انقطاع أو تغيير، في رسالة طمأنة للجالية الكبيرة المقيمة داخل الدولة الخليجية.

موقف إماراتي رسمي حاسم

من جانبها، رفضت دولة الإمارات القرار الصادر عن حكومة بورتسودان، مؤكدة عبر وزارة الخارجية أن هذه الجهة لا تمثل الحكومة السودانية الشرعية، وأن علاقتها مع السودان ستظل قائمة على أسس راسخة. كما شددت الوزارة على أن البيان الصادر عن ما يسمى 'مجلس الأمن والدفاع' لا يغير من الموقف الإماراتي تجاه دعم الشعب السوداني.

وأشارت الإمارات إلى أن قرار بورتسودان جاء كرد فعل على رفض محكمة العدل الدولية للدعوى المرفوعة ضدها، معتبرة أن الخطوة تمثل محاولة للتهرب من جهود السلام الجارية.

الإمارات تؤكد دعمها الثابت للشعب السوداني

جددت وزارة الخارجية الإماراتية دعمها غير المشروط للشعب السوداني، موضحة أن الإمارات كانت دومًا من أوائل الدول الداعمة للسودان على مدى العقود الماضية. كما أكدت أن الجالية السودانية المقيمة والزائرة في الإمارات لن تتأثر بأي قرارات سياسية، وأن القيادة الإماراتية حريصة على استمرار العلاقة التاريخية مع السودانيين.

وأضاف البيان أن السودان بحاجة إلى قيادة مدنية حقيقية لا تتورط في نزاعات دامية، بل تضع مصلحة الشعب على رأس الأولويات.