أكد عضوان الأحمري، رئيس تحرير صحيفة 'إندبندنت عربية'، أن المملكة العربية السعودية نجحت في ترسيخ علاقتها الاستراتيجية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح الأحمري، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج 'يحدث في مصر' على قناة 'MBC مصر'، أن زيارة ترامب الأولى إلى المملكة لم تكن بدافع مالي كما اعتقد البعض، بل كانت خطوة استراتيجية أظهرت قدرة السعودية على جمع الدول العربية والإسلامية في موقف موحد، ما يعكس مكانتها الإقليمية ودورها المحوري في تنسيق الجهود السياسية.

وأشار إلى أن السعودية تستثمر في مصالحها الوطنية وتضع استقرار المنطقة ضمن أولوياتها، مشددًا على أن التطورات الأخيرة في الملف السوري تُعد تحولًا كبيرًا، خاصة في ظل الدور السعودي المتزايد في الوساطة لتحقيق تسوية سياسية شاملة.

وفي هذا السياق، أكد الأحمري أن ما جرى مؤخرًا من لقاء غير متوقع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤول سوري بارز – يُعتقد أنه نائب الرئيس الأسبق فاروق الشرع – جاء ضمن تحرك دبلوماسي قادته الرياض، في خطوة وصفها بالمفصلية على طريق إعادة الاستقرار إلى سوريا.

وأضاف أن الشارع السوري يترقب خطوات جادة نحو تحقيق العدالة الانتقالية، ووقف التصفيات السياسية والانتقام، إلى جانب إعادة تأكيد وحدة البلاد بمختلف مكوناتها. ولفت إلى أن إعلان واشنطن الأخير برفع العقوبات عن سوريا لاقى ترحيبًا واسعًا داخل الشارع السوري، معتبرًا أن الوساطة السعودية كانت حاسمة في الوصول إلى هذا القرار.

وأشار الأحمري إلى أن استقرار سوريا يمثل ركيزة أساسية لاستقرار لبنان والمنطقة ككل، ما يفتح الباب أمام عملية إعادة إعمار شاملة إذا ما توقفت مشاريع التدمير والفوضى.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن السعودية، إلى جانب مصر وتركيا، قامت بدورها في دعم مسار الحل السياسي، وأن المرحلة الحالية تتطلب تجاوبًا جادًا من النظام السوري، محذرًا من محاولة فرض نمط حياة موحد على السوريين، بما يتنافى مع تنوعهم الاجتماعي والثقافي.