أثارت تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بما في ذلك غيابه عن جنازة بابا الفاتيكان الراحل وحذف تعزية رسمية انتقادات حادة ضد نتنياهو، ووفقا لصحيفة هآرتس، اعتبرت هذه التصرفات إهانة دبلوماسية، خاصة في ظل توترات سابقة بين إسرائيل والفاتيكان بشأن مواقف البابا من الحرب في غزة، وتوفي البابا فرنسيس بابا الفاتيكان يوم الإثنين الحادي والعشرين من أبريل، عن عمر ثمانية وثمانين عاما اثر إصابته بالتهاب رئوي حاد وأقيمت جنازته الرسمية يوم السبت، بساحة القديس بطرس بروما بحضور قادة عالميين وجموع غفيرة.

خلفية الحدث وفاة البابا ومراسم الجنازة

كان البابا فرنسيس الذي تولى منصبه عام الفين وثلاثة عشر رمزا عالميا للسلام والانسانية خلال حبريته دعا مرارًا الى وقف الحرب في غزة واصفا الاوضاع هناك بالكارثية مما اثار استياء اسرائيل التي رأت في مواقفه انحيازا للفلسطينيين، وتجدر الإشارة إلى أن جنازته شهدت حضور قادة بارزين مثل الرئيس الامريكي دونالد ترامب والرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ولكن غياب نتنياهو الذي اكتفى بارسال السفير الاسرائيلي لدى الفاتيكان اثار تساؤلات حول دوافع هذا الغياب الى جانب حذف منشور تعزية رسمي زاد من حدة الانتقادات الموجهة لاسرائيل.

طبيعة الانتقادات الموجهة لنتنياهو: حذف منشور التعزية إهمال أم استفزاز

في يوم وفاة البابا نشرت وزارة الخارجية الاسرائيلية تعزية مقتضبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولكنها سحبت المنشور بعد ساعات، وكان مسؤولون اسرائيليون برروا ذلك بانه خطأ اداري ولكن هذا التفسير لم يخفف من غضب الاوساط الكاثوليكية، وبادر ممثلو الكنيسة في اسرائيل لوصف حذف التعزية بأنه تجاهل متعمد مطالبين باعتذار رسمي، كما أن البعض مثل صحيفة يديعوت أحرونوت، رأوا ان الحذف يعكس حساسية اسرائيل تجاه أي تقارب مع شخصية انتقدت سياساتها مما يبرز ضعف الدبلوماسية الاسرائيلية في التعامل مع مثل هذه الأحداث.

غياب نتنياهو قرار سياسي أم قيود قانونية

أثار غياب نتنياهو عن الجنازة جدلا واسعا خاصة مع حضور قادة دول كبرى، وأشارت بعض التقارير إلى ان مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ربما منعته من السفر الى إيطاليا ومع ذلك يرى محللون ان القرار كان سياسيا يعكس رفض نتنياهو لمواقف البابا تجاه اسرائيل، واعتبر اشارة الى تراجع أولوية العلاقات مع الفاتيكان مما اثار انتقادات داخلية من أحزاب المعارضة التي رأت فيه فرصة ضائعة لتعزيز صورة اسرائيل دوليًا.

ردود الفعل الداخلية في اسرائيل

في الداخل الاسرائيلي، واجه نتنياهو هجوما من عائلات الأسرى في غزة التي اتهمته بتجاهل المصالح الوطنية لصالح حساباته السياسية، ما أن أحزاب المعارضة مثل 'يش عتيد' انتقدت ما وصفته بالفشل الدبلوماسي معتبرة أن إسرائيل بحاجة الى قيادة أكثر حنكة في إدارة العلاقات الدولية، وعلى الجانب الآخر، دافع مؤيدو نتنياهو من اليمين عن موقفه مشيرين إلى أن البابا كان منتقدا لاذعا لاسرائيل وان حضور نتنياهو كان سيفسر كتنازل رمزي.

تأثير الأزمة على العلاقات مع الفاتيكان

تشهد العلاقات بين اسرائيل والفاتيكان توترات منذ سنوات بسبب اختلافات حول القضية الفلسطينية وحقوق المسيحيين في القدس تصرفات إسرائيل خلال جنازة البابا أضافت تحديا جديدا لهذه العلاقات، كما أن حذف التعزية وغياب نتنياهو اعتبرا إهانة للمجتمع الكاثوليكي العالمي مما قد يعقد المفاوضات المستقبلية حول قضايا مثل الضرائب على ممتلكات الكنيسة في إسرائيل ومع ذلك قد يفتح انتخاب بابا جديد مثل الكاردينال بييترو بارولين الباب أمام حوار دبلوماسي لتهدئة التوترات شريطة ان تظهر اسرائيل مرونة أكبر.