لعل ما يطرح السؤال عن هل يجوز للزوجة طلب الطلاق بسبب الضرب ؟، هو أنه وللأسف الشديد حال كثير من الزوجات اللاتي يتعرض للضرب والإهانة من قبل أزواجهن ، ويساعدهم في ذلك المجتمع، حيث يحث الزوجات على التحمل والصبر، تحت دعاوى أن ضرب الزوجة حق للرجل كفلته له الشريعة تحت مسمى القوامة ، والشرع بريء من تلك المزاعم الخبيثة ، ومن هنا ينبغي الوقوف على حقيقة هل يجوز للزوجة طلب الطلاق بسبب الضرب ؟ خاصة وأن أبغض الحلال عند الله تعالى الطلاق.

قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، عن الرجل الذي يضرب زوجته إن الشيطان يستخدمه ، منوهة بأن الطلاق هو خطوة كبيرة وله تبعاته، خاصةً عندما يكون هناك أطفال، يجب أن تكون الزوجة صادقة مع نفسها ومع زوجها بشأن احتياجاتها ورغباتها.

وأوضحت “ إبراهيم” في إجابتها عن سؤال: هل يجوز للزوجة طلب الطلاق بسبب الضرب

؟ فأنا متزوجة منذ خمس سنوات وواجهت الكثير من المشاكل مع زوجي، بما في ذلك الضرب والإهانة، الآن، وبعد أن بدأت المشاكل تتفاقم، قررت أنني أريد الطلاق ولكنني مترددة بسبب وجود طفلي، زوجي بدأ في التغيير لكن التغيير ليس كافياً. ماذا يجب أن أفعل؟ هل أستمر في التحمل أم أختار الطلاق؟، أن التغير في سلوك الزوج، حتى وإن كان إيجابياً، يحتاج إلى وقت وصبر.

وتابعت: أشعر بعمق بمعاناتكِ وأفهم تمامًا الضغوط التي تواجهينها، من الواضح أنكِ مررتِ بظروف صعبة، ورغم أن زوجكِ بدأ في إظهار بعض التغيرات الإيجابية، فإن التراكمات النفسية التي لديكِ قد تؤثر على رؤيتك للأمور.

وأشارت إلى أن التغير في سلوك الزوج، حتى وإن كان إيجابياً، يحتاج إلى وقت وصبر، من المهم أن تمنحي نفسكِ الفرصة لتلقي المساعدة المتخصصة إذا شعرتِ أن التغيير غير كافٍ، أوصيكى بالتحدث مع مستشار نفسي، حيث يمكن أن يساعدكِ في التعامل مع التراكمات النفسية التي عانيتِ منها، ويساعدكِ على اتخاذ القرار الأفضل.

وكان الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قد أفاد بأن الأصل أن تبحث عن السبب الأصلي لهذا الفعل لماذا يفعل هذا، هل هذا من طبعه أو أنه أمر جد عليه، وعليها أن تنصحه برفق وتدعو له أن يهديه الله.

ونوه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن الزوجة لا يجوز ضربها أو الاعتداء عليها نهائيًا، عندما يغضب الرجل من زوجته عليه أن يعاتبها، وبدون محاكم أو أقسام شرطة لا يجوز ضرب الزوجة.

وشدد على أن ضرب الزوجة وإهانتها وسبها حرام، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يكرم المرأة إلا الكريم ولا يهين المرأة إلا اللئيم ولا يغلبن إلا الكريم ولا يغلبهن إلا اللئيم، وأنا أريد أن أكون - أي رسول الله صلى الله عليه وسلم - مغلوبا أي كريما ، وليس غالبا أي لئيما).

واستشهد بما قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقيم الأسس الأخيرة لهذا الدين العظيم ( استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه)، منوهًا بأنه كما يحرم على الزوج ضرب زوجته يحرم كذلك عدم طاعة المرأة لزوجها ومخالفة أوامره في المعروف.

وذكر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أنه يختلف مع جمهور المفسرين في آيات ضرب النساء، مشيرًا إلى أن الضرب في القرآن جاء بأكثر من معني، وكلها ليس الإيذاء والعنف.

ونبه إلى أن الضرب بالسواك إهانة واعتداء، والضرب الموجود في القرآن هو الهجر والابتعاد عنهن، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لم يضرب زوجاته قط.