في إطار رؤية الدولة المصرية لدعم المجتمع المحلي وتحقيق التنمية المستدامة، تم افتتاح مركز 'استدامة' بقرية حنون التابعة لمركز زفتي في محافظة الغربية، وذلك ضمن المبادرة الرئاسية 'حياة كريمة' التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة في القرى الأكثر احتياجًا، والمركز يأتي بتعاون بين مختلف الجهات المعنية، تحت إشراف التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وهو يعد نقطة تحول هامة في حياة العديد من السيدات المعيلات في المنطقة، ويهدف المركز إلى تعزيز دور المرأة الريفية اقتصاديًا، وتحقيق التنمية الاجتماعية من خلال إحياء الحرف اليدوية والورش التدريبية التي يقدّمها للمستفيدات.

تم افتتاح مركز 'استدامة' رسميًا في 6 أغسطس من العام الماضي، بحضور عدد من الشخصيات البارزة في مجال العمل التنموي والخيري، وعلى رأسهم الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والمهندس محمد جبران، وزير القوى العاملة، واللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، كما حضر الافتتاح كل من السفيرة نبيلة مكرم، رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والدكتور مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير للتنمية، وتميز الافتتاح بحضور العديد من الشخصيات العامة التي أكدت دعمها لهذا المشروع الطموح، الذي يهدف إلى رفع كفاءة السيدات المعيلات من خلال التدريب المهني في مختلف الحرف اليدوية.

يعد مركز 'استدامة' مركزًا متخصصًا في تمكين المرأة الريفية، حيث يركز على تمكين السيدات من خلال توفير فرص عمل مستقرة ودائمة، بالإضافة إلى تعزيز مهاراتهن الحرفية والفنية، حيث يهدف المركز إلى:

تمكين المرأة المعيلة اقتصاديًا: يعمل المركز على تأهيل 400 سيدة سنويًا في مجموعة من الورش الفنية والحرفية، بما يساهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لعدد أكبر من السيدات في القرى المحيطة.

تعليم الحرف اليدوية: يركز المركز على إحياء الحرف التراثية والمهن التقليدية، ويتيح للسيدات فرصة تعلم هذه الحرف وتطوير مهاراتهن، ما يسهم في تحويلها إلى مشاريع مربحة تسهم في تحسين الدخل.

التدريب على الصناعات الإبداعية: يتم تعليم السيدات كيف يمكنهن تحويل الحرف التقليدية إلى صناعات ذات قيمة مضافة، مما يفتح أمامهن آفاقًا جديدة لتسويق منتجاتهن محليًا ودوليًا.

يضم مركز 'استدامة' مجموعة من الورش التدريبية المتنوعة التي تهدف إلى تأهيل السيدات في العديد من المهارات الحرفية، ومن أبرز الورش التي يقدمها المركز:

ورشة الخياطة والتفصيل: يتم تدريب السيدات على أساسيات الخياطة، وكيفية استخدام ماكينات الخياطة لتصنيع الملابس المختلفة، كما يتعلم المشاركون كيفية تفصيل الأزياء وفقًا لأحدث صيحات الموضة.

ورشة التطريز: يتم تعليم فنون التطريز اليدوي للسيدات، وتزويدهن بالأدوات اللازمة لصنع قطع فنية من خلال تطريز الأقمشة، ما يفتح أمامهن فرصًا للعمل في مجال صناعة الملابس والأكسسوارات.

ورشة المشغولات الجلدية: يتعلم المشاركون في هذه الورشة كيفية تصنيع الحقائب والأحذية والمنتجات الجلدية الأخرى وتتيح هذه الورشة للسيدات اكتساب مهارة حرفية تتيح لهن إنشاء مشروعات صغيرة خاصة بهن.

ورشة المكرمية: وهي ورشة فنية تتعلم فيها السيدات كيفية صناعة المشغولات الزخرفية باستخدام عقد الخيوط والأقمشة ويمكن للسيدات في هذه الورشة تعلم صناعة العديد من المنتجات الديكورية التي تتمتع بشعبية واسعة في السوق.

ورشة الديكوباج: في هذه الورشة، يتم تعليم السيدات فن تزيين الأسطح باستخدام تقنيات الديكوباج من خلال لصق الأوراق الزخرفية على الأسطح المتنوعة مثل الخشب، الزجاج، والخزف.

ورش أخرى متنوعة: يشمل المركز أيضًا ورشًا أخرى تشمل صناعة الريزن، خرز النول، المشغولات الخزفية، المشغولات النحاسية، بالإضافة إلى ورش لتعليم صناعة التباستري (المنتجات المطرزة بالأشرطة).

ما يميز مركز 'استدامة' هو توفير برامج تدريبية مكثفة للسيدات المعيلات، حيث لا يقتصر الأمر على مجرد التعليم النظري، بل يتم التركيز على التدريب العملي الذي يتيح للمشاركين اكتساب مهارات حقيقية، وتتميز ورش المركز بتقديم منهجيات تدريبية مدروسة، وبإشراف متخصصين في مختلف المجالات الحرفية، مما يضمن جودة التدريب وكفاءة التأهيل، كما يتم تقديم جلسات إرشادية للسيدات بعد التدريب، بهدف مساعدتهن في تسويق منتجاتهن وتحقيق دخل مستدام.

منذ افتتاحه، حقق مركز 'استدامة' نتائج ملموسة خلال الشهر الأول حيث تم تدريب 365 سيدة، منهن 208 في ورش متنوعة، كما قام المركز بإنتاج العديد من المنتجات التي تم بيعها محليًا، مما ساهم في توفير دخل مباشر للسيدات المتدربات، فتم تصنيع 41 قطعة بنطلون، و70 قطعة ملابس متنوعة، بالإضافة إلى 11 حقيبة و56 زوجًا من الأحذية، فضلًا عن 120 قطعة من منتجات الريزن و8 فيديوهات موشن جرافيك ضمن أنشطة التدريب، ويتوالي الإنتاج شهرًا بعد شهر فوصل الإنتاج لما يقرب من 3 أضعاف شهريًا خلال الشهر المنقضي.

تم إنشاء مركز 'استدامة' بتمويل من مؤسسة بنك مصر لتنمية المجتمع، بالتعاون مع مؤسسة صناع الخير للتنمية، وهي إحدى المؤسسات التي تنتمي للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، هذا التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمعية يعكس التزام الدولة والمجتمع المدني بتطوير المجتمع المحلي، وتحقيق التنمية المستدامة في المناطق الريفية.

أهمية المركز

يعد مركز 'استدامة' في قرية حنون من المشاريع التنموية المهمة التي تدعم جهود الدولة في تحسين مستوى المعيشة في القرى الأكثر احتياجًا، ويساهم المركز في تعزيز دور المرأة الريفية في التنمية الاقتصادية، ويساعد في خلق فرص عمل مستقرة من خلال تحسين المهارات الحرفية للسيدات، كما يعكس المركز التزام الحكومة المصرية بتوفير تعليم وتدريب مهني للسيدات، خاصة في القرى الفقيرة.

التطلعات المستقبلية

ويقول عصام عبد الرحمن، المستشار الإعلامي لـ مؤسسة صناع الخير للتنمية، يتطلع مركز 'استدامة' إلى التوسع في نشاطاته من خلال زيادة عدد المتدربات في الورش المتخصصة وتوسيع نطاق تسويق المنتجات التي يتم تصنيعها في المركز، محليًا ودوليًا، كما يسعى المركز إلى تطوير علاقات التعاون مع شركات محلية ودولية، لضمان تسويق أفضل للمنتجات وتوسيع فرص العمل للسيدات في المنطقة.

وأضاف عبد الرحمن، يمثل مركز 'استدامة' نموذجًا حيًا للجهود المشتركة بين الدولة والمجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة، ويعد أداة فاعلة في تمكين المرأة الريفية، وإحياء الحرف اليدوية والتراثية، وتحقيق الرخاء الاقتصادي للمجتمع في القرية المصرية.