تعرض طفل يبلغ من العمر عدة سنوات لاعتداء جسدي وحشي داخل إحدى المراكز المعروفة بتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة مأرب، في حادثة أثارت استياءً واسعًا بين أوساط الأهالي والمجتمع المحلي.

وأفاد مصدر محلي بأن الطفل 'ف.ع' تعرض لضرب مبرح على يد أحد المسؤولين في المركز، ما تسبب له بإصابات متفرقة في أنحاء الجسم، وحالته النفسية غير المستقرة، مشيرًا إلى أن الاعتداء كان بـ'الغيرة' وبصورة لا تتناسب مع طبيعة المهمة التربوية التي يجب أن تقوم بها مثل هذه المؤسسات.

ووصف المصدر الحادثة بأنها 'انتهاك صارخ لحقوق الطفل'، مؤكداً أن استخدام العنف الجسدي ضد الأطفال تحت أي مسمى أو ذريعة يعد مخالفة صريحة للقوانين المحلية والمواثيق الدولية التي تعهدت اليمن بالالتزام بها.

وأشار إلى أن المادة 19 من اتفاقية حقوق الطفل، التي صادقت عليها الجمهورية اليمنية، تُلزم الدولة باتخاذ جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية اللازمة لحماية الطفل من جميع أشكال العنف أو الإساءة البدنية والعقلية، متسائلاً كيف يمكن لمن يفترض أن يكون قدوة تربوية أن يمارس مثل هذا السلوك المنافي للآداب والقيم.

وطالب المصدر الجهات المعنية بسرعة التدخل وفتح تحقيق فوري في الواقعة، ومعاقبة من تورطوا فيها، واتخاذ الإجراءات الرادعة لمنع تكرار مثل هذه الحالات، التي تسيء إلى سمعة المؤسسات الدينية وتضرب مصداقية البيئات التعليمية التي يفترض أن تكون آمنة للأطفال.

وشهدت القضية تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء ومراقبون بضرورة وضع حد لظاهرة العنف ضد الأطفال في بعض المدارس والمراكز التعليمية، وتشديد الرقابة على العاملين فيها، ورفع مستوى الوعي التربوي لديهم.