متابعات- نبض السودان

في خطوة تعزز التكامل الإقليمي في القطاع الصحي، وقّع وزير الصحة الاتحادي البروفيسور هيثم محمد إبراهيم اتفاقية تعاون صحي مشترك لتحالف يضم أربع دول هي السودان واليمن والصومال وجيبوتي، بحضور وزراء الصحة من الدول المشاركة، ومدير الإدارة العامة للصحة الدولية الدكتورة آلاء الطيب مدثر، وذلك بدعم فني وتنسيق مباشر من مكتب منظمة الصحة العالمية.

اتفاقية إقليمية لتعزيز القدرات الصحية المشتركة

تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات حيوية تشمل تحريك الموارد، ودراسة وتحديث الخطط الصحية الوطنية، والتنسيق في مواجهة الأوبئة والأمراض العابرة للحدود، بما يسهم في رفع كفاءة الاستجابة الصحية وتقوية الأنظمة الوطنية في الدول الأربع. كما تؤكد الاتفاقية التزام الدول الموقعة بالعمل المشترك من أجل تحقيق الأمن الصحي الإقليمي وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال الرعاية الصحية والطوارئ الوبائية.

اجتماع تنفيذي أول في السودان مطلع العام المقبل

وقد تم الاتفاق على عقد الاجتماع الأول للآلية المشتركة للتحالف الصحي في السودان خلال شهر يناير المقبل، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التعاون الفني والتنسيق العملي بين الدول الأربع، بما يضمن تنفيذ الخطط المقررة ومتابعة تقدم العمل في مختلف المسارات الفنية.

دعم منظمة الصحة العالمية وتأطير الجهود الإقليمية

وأكد ممثلو منظمة الصحة العالمية دعمهم الفني الكامل لهذا التحالف، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تمثل نموذجًا للتعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الصحية المتزايدة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، لاسيما في ظل هشاشة الأنظمة الصحية الناتجة عن النزاعات والضغوط الاقتصادية.

مواجهة الأوبئة وتغير المناخ ضمن أولويات التحالف

وشدّد وزراء الصحة المشاركون على أن الاتفاقية تأتي في وقت تواجه فيه دول المنطقة تحديات مشتركة مثل انتشار الأمراض المعدية، وتزايد حركة النازحين، وتداعيات التغير المناخي على الوضع الصحي العام، مؤكدين أن التحالف الجديد سيساعد في بناء منظومات إنذار مبكر واستجابة فعالة للتقليل من مخاطر الفاشيات الصحية.

ثمرة اجتماعات فنية استمرت لأشهر

تأتي هذه الاتفاقية ثمرة شهور من الاجتماعات الفنية والمداولات المشتركة التي شاركت فيها الإدارات العامة للصحة الدولية في الدول الأربع، بإشراف خبراء منظمة الصحة العالمية، لوضع أسس واضحة للتكامل والتعاون في مجالات الرقابة الوبائية، وإدارة الطوارئ الصحية، وتطوير البنية التحتية للقطاع الصحي.

خطوة استراتيجية نحو التنمية الصحية المستدامة

واعتبر وزير الصحة الاتحادي البروفيسور هيثم محمد إبراهيم الاتفاقية خطوة استراتيجية مهمة لتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة، مشيرًا إلى أن التعاون الإقليمي يمثل ركيزة أساسية لتحسين جودة الخدمات الصحية ومواجهة الأزمات الصحية العابرة للحدود، بما ينعكس إيجابًا على صحة الشعوب واستقرار الأنظمة الصحية.

السودان في موقع القيادة الإقليمية الصحية

بتوقيع هذه الاتفاقية وتحديد الخرطوم لعقد الاجتماع الأول للتحالف، يرسخ السودان مكانته كدولة محورية في جهود التعاون الصحي الإقليمي، بما يعكس التزامه المستمر بتقوية الشراكات الإقليمية والدولية في مجال الصحة العامة، وتعزيز دوره كجسر تواصل بين دول الإقليم ومنظمات المجتمع الدولي.