بدأت منذ قليل فعاليات احتفالية 'لمسة وفاء' لتكريم السيناريست الراحل بشير الديك بمقر اتحاد الكتاب بالزمالك. تأتي هذه الاحتفالية بتنظيم من نقابة المهن السينمائية بالتعاون مع جمعية مؤلفي الدراما واتحاد الكتاب.

عن المبدع الراحل بشير الديك

فارق بشير الديك عالمنا في نهايات العام المنصرم، وتحديدًا في 31 ديسمبر 2024، بعد رحلة عطاء إبداعي وفني طويلة، أثرى خلالها الفن المصري والإبداع العربي بالعديد من الأعمال البارزة.

يُعد بشير الديك أحد أعلام الإبداع السينمائي والدرامي في مصر والوطن العربي، ومن القامات التي أثرت الساحة الثقافية والفنية بأعمال خالدة تركت بصمتها في وجدان الملايين.

تميّزت أعماله بالتعبير عن قضايا المجتمع المصري برؤية إنسانية راقية وبمنظور إبداعي متفرّد. كما تعاون مع نخبة من نجوم السينما والدراما، ليقدّم أعمالًا ستظل شاهدة على عبقريته وإخلاصه للفن.

مسيرة حافلة بالتميز

وُلد بشير الديك في 27 يوليو 1944، وهو واحد من أبرز كُتاب السيناريو في مصر. بدأ حياته الأدبية كاتبًا للقصة القصيرة، ونشر أعماله في العديد من الدوريات والمجلات الأدبية في مصر والعالم العربي.

تميّز مشواره الفني بسجل حافل بالأعمال السينمائية التي أثرت في وجدان الجمهور ولا تزال تحقق نجاحًا كبيرًا عند عرضها. من أبرز أفلامه: ضد الحكومة، حلق حوش، الشطار، ضربة معلم، الحريف، سواق الأتوبيس، وموعد على العشاء.

رؤية مجتمعية عميقة

تناول بشير الديك في أعماله قضايا اجتماعية مهمة، منها تأثير سياسات الانفتاح الاقتصادي في مصر وما صاحبها من ظواهر اجتماعية، مثل ظهور طبقات ثرية حديثة جمعت ثرواتها بطرق مشبوهة وغير قانونية.

من أبرز الأفلام التي تناولت هذه القضية فيلم الشطار (1993)، من إخراج نادر جلال وبطولة نادية الجندي، كمال الشناوي، فاروق الفيشاوي، سعيد عبد الغني، ومحمود الجندي، عن رواية الكاتب الكبير خيري شلبي.

في هذا الفيلم، عكس بشير الديك ملامح التغيرات الاجتماعية التي شهدتها مصر خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، مسلطًا الضوء على شخصية 'الباتعة'، التي انتقلت من بائعة خضروات بسيطة إلى سيدة أعمال فاحشة الثراء، وكيف جمعت ثروتها بطرق غير مشروعة بمساعدة مجموعة من الفاسدين.