اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٤
يُعرف عن مبادرة حياة كريمة، بأنها مبادرة اجتماعية تنموية، أحدثت تغيير لا يمكن إنكاره داخل القرى والأقاليم، على صعيد الصحة والتعليم والبنية التحتية لها، لكن للمبادرة وجه آخر لا يتم الحديث عنه كثيرًا رغم أهميته، وهو دور المبادرة في مواجهة الفكر المتطرف والتشدد الديني.
على مدار السنوات الماضية ومنذ انطلاق مبادرة حياة كريمة خلال العام 2019، وتسعى داخل القرى والأقاليم إلى دحض الفكر المتطرف ومواجهة أي محاولات لزعزعة الاستقرار الاجتماعي في تلك القرى النائية ومحاربة الأفكار المتشددة فكيف فعلت المبادرة ذلك؟.
التقرير التالي يبرز دور مبادرة حياة كريمة في مواجهة الفكر المتطرف عبر عدة أطر.
يرتبط الفقر ارتباطًا وثيقًا بالتطرف ويعد من الدوافع الرئيسية للجوء الشباب نحو الأفكار المتشددة، لذلك كان أول إطار عملت عليه المبادرة هو القضاء على الفقر في القرى والأقاليم النائبة بمحافظات مصر.
ونجحت المبادرة في ذلك منذ انطلاقها حتى العام 2021، في تنفيذ 600 مشروعًا في 377 تجمعًا ريفيًا في 11 محافظة تصل نسبةالفقر فيها إلى 70%، وتضم 756 ألف أسرة بإجمالي 3 ملايين نسمة.
وكان للمبادرة دور في تنمية القرى الأكثر فقرًا لا سيما الصعيد الذي عانا من الفقر لسنوات طويلة، وذلك من خلال تنمية المراكز الريفية في المرحلة الثانية من المبادرة بإجمالي 4209 قرية، بالإضافة إلى 30900 عزبة ونجع، خاصة بمحافظاتالصعيد.
ومنذ اليوم الأول ويدرك القائمين على مبادرة حياة كريمة دور الفن في مواجهة التطرف والرد على الأفكار المتشددة، لذلك اهتمت اهتمام شديد بالعروض المسرحية التي تحاكي الوجه الحقيقي للتطرف.
وشهد العام 2021 وحده أكثر من 700 عرضًا مسرحيًا تحت مظلة مشروع مسرح المواجهة والتجوال تابع للبيت الفني للمسرح بالتعاون مع مبادرة حياة كريمة، حيث نفذت العروض داخل القرى التابعة لها.
وعمل المشروع على مواجهة الأفكار الإرهابية وتحقيق فكرة العدالة الثقافية من خلال تقديم عروض أنتجها البيت الفني للمسرح، حيث خصصت العروض من أجل مواجهة قضايا الطبقية والتطرف وأسبابه.
ومن أطر حياة كريمة في مواجهة التطرف كانت نشر الثقافة والقراءة في أغلب القرى التابعة لها، ففي العام 2021 تعاونت المبادرة وزارة الثقافة لتقديم مشروع ثقافي جديد تحت عنوان “كشك كتابك” بهدف نشر القراءة والمعرفة بالقرى.
وتم تنفيذ 333 كشك يضم كتبًا بأسعار رمزية تبدأ من 20 جنيهًا؛ بهدف توفير محتوى ثقافي يخاطب مختلف شرائح المجتمع لنشر الأفكار البناءة ومحاربة التطرف وتصويب المفاهيم خاصة لدى الشباب.
وتسعى مبادرة حياة كريمة إلى محاربة الإدمان الذي يعد أحد أخطر أوجه التطرف، وذلك من خلال الأنشطة التوعوية التي قامت بها حتى وصلت إلى 780 قرية حتى الآن للتوعية بأضرار تعاطي المواد المخدرة ووقاية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان الذي يقود إلى التطرف.
ونفذت مبادرة حياة كريمة أكثر من 8 آلاف زيارة منزلية في قرى ومحافظات مختلفة، من أجل التوعية المجتمعية ونشر الوعي بين الشباب، وتضمنت الزيارات المنزلية نقاشات واسعة مع الشباب حول أفكارهم والمنافذ الرئيسية التي يستمدون منها وعيهم سواء الديني أو المجتمعي ومواجهة أي فكر متطرف بالنقاش والحجة.
يدلل على الدور الهام الذي تلعبه حياة كريمة في مواجهة التطرف، دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية خلال العام 2021، كشف فيها الدور المهم الذي تلعبه مبادرة حياة كريمة في مواجهة الإرهاب وجماعات التطرف في البلاد، من خلال العديد من الأطر التي رصدتها الدراسة.
كان من بينها دورها في تجفيف منابع التجنيد للمتطرفين والوقاية والتحصين للشباب من اللجوء للأفكار المتشددة، وتعزيز الانتماء للوطن والدين وحب البلد كرادع ذاتي لهم من التطرف والعنف.