أكدت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية والاقتصادية، أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا لا تحمل فقط بعدًا عسكريًا، بل تتجاوز ذلك إلى كونها تحركًا سياسيًا واستراتيجيًا محسوبًا ضمن مفهوم 'استغلال الفُرص الاستراتيجية'، حيث تستغل إسرائيل انشغال القوى الدولية الكبرى بأزمات عالمية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والتوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، فضلًا عن الأزمة الاقتصادية مع الصين.

وأوضحت وهدان خلال مشاركتها في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن إسرائيل تبحث عن مكاسب ميدانية في لحظات الغياب الدولي والانشغال العالمي، خاصة في ظل الصمت الإقليمي والدولي حيال انتهاكاتها.

وأضافت أن إسرائيل تبرر هجماتها باعتبارها 'ضربات وقائية' لحماية أمنها، وهو ما لاقى قبولًا في بعض الدوائر الأمريكية، ما يمنحها غطاءً سياسياً لمواصلة عدوانها دون رادع.

وانتقدت وهدان ضعف ردود الفعل من المنظمات الدولية والعربية، مشيرة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على دول عربية مثل سوريا ولبنان تعد انتهاكًا صريحًا لسيادة الدول ولقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

ودعت إلى تحرك عربي عاجل عبر جامعة الدول العربية لتوحيد الموقف إزاء هذا العدوان، إلى جانب تفعيل دور المنظمات الدولية والمجتمع المدني للحد من التمدد الإسرائيلي ومحاولات فرض ما تسميه بـ'الشرق الأوسط الجديد'، بما يشمل امتداد نفوذها من النيل إلى الفرات.

كما شددت على خطورة استمرار استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، والذي يعطل صدور أي قرارات دولية رادعة لإسرائيل، محذّرة من استمرار هذه السياسات التي تُقوض النظام الدولي وتهدد استقرار الشرق الأوسط.