أُجبر الملك تشارلز الثالث، بعد شهر حافل تضمن الاحتفال بعيد ميلاده الـ 77 وتخفيض رتبة شقيقه الأمير أندرو، دوق يورك السابق، على التفاوض على ما وُصفت بـ 'صفقة سرية' مع الدوق المخلوع.

جاء ذلك بعد تجريد أندرو من ألقابه الملكية الرسمية وإخلائه من مقر إقامته الشهير 'رويال لودج' في وندسور، في خطوة اعتبرها المراقبون محاولة من الملك لتقليل أي إحراج محتمل للعائلة المالكة وسط الضغوط الإعلامية والسياسية المتزايدة.

وعلى الرغم من أن أندرو كان يمتلك 'حقًا قانونيًا مضمونًا' بالبقاء في العقار حتى عام 2078، إلا أنه وافق أخيرًا على المغادرة، وفقًا للتقارير التي نقلها الخبير الملكي ريتشارد إيدن عن صحيفة 'ديلي ميل'، بعد شهور من المفاوضات والضغط المستمر.

وتكشف التفاصيل أن الصفقة تضمنت نقطة اتفاق نادرة بين الملك تشارلز وشقيقه أندرو، تتعلق بحماية بناته، الأميرة بياتريس والأميرة يوجيني. فقد تم الاتفاق على ألا يتخذ الملك أي إجراء ضدهما، بما في ذلك السماح لهما بقبول 'أدوار ملكية رسمية جديدة' تضمن مشاركتهما في الحياة العامة للعائلة المالكة بشكل فعال.

وأكد مصدر ملكي لإيدن أن 'هذا ربما يكون أحد الأشياء القليلة التي يتفق عليها جلالته وأندرو. كلاهما يحب بياتريس ويوجيني ويريد الأفضل لهما. كما أنهما يتفقان على أن الأميرتين يمكن أن تلعبا دورًا مهمًا ومفيدًا في الحياة العامة'. ويشير هذا إلى أن أندرو وافق، ضمنيًا، على التخلي عن معظم امتيازاته الملكية مقابل ضمان حماية مستقبل بناته داخل الأسرة المالكة.

علاوة على ذلك، فإن الصفقة تضمنت تفاصيل إضافية تتعلق بمستقبل بياتريس ويوجيني. فقد أُفيد أن الأميرتين ستحتفظان بمكانتهما في خط الخلافة على العرش، حيث تأتي بياتريس في المرتبة التاسعة ويوجيني في المرتبة الثانية عشرة، وهو ما يعكس حرص الملك على ضمان استقرار حياتهما الملكية بعد الفترة العصيبة التي مرت بها العائلة. وفي سياق متصل، وافق الملك تشارلز على توفير منزل جديد لأندرو ضمن العقارات الملكية الخاصة ومنحه تعويضًا ماليًا يتيح له العيش بشكل مريح ومستقل، وهو ما يعكس حرصه على التعامل مع شقيقه بطريقة تحفظ كرامته رغم فقدانه ألقابه الرسمية.

وقد أيدت الخبيرة الملكية إنغريد سيوارد هذا التقييم، مشيرة إلى أن الملك 'مصر على احتضان بنات أخيه... وإدخالهن في حظيرة العائلة المالكة بطريقة لا يشعرن فيها بأنه يتم استغلالهن فحسب، بل إنهن يقمن بشيء حقيقي في المقابل'.

وأضافت أن تشارلز يشعر 'بقدر كبير من المسؤولية تجاه هاتين الفتاتين، لأنه كان وقتًا عصيبًا للغاية بالنسبة لهما. عصيبًا حقًا'. وتوضح هذه التصريحات أن الهدف الرئيس من الصفقة ليس فقط إنهاء الخلافات الداخلية، بل أيضًا تمهيد الطريق أمام بياتريس ويوجيني لمتابعة مسيرتهما الملكية بشكل طبيعي ومستقل، مع حماية حقوقهما الملكية والحرص على عدم تعرضهما لأي تداعيات سلبية نتيجة الأزمات السابقة لأندرو.

ووفقًا لمجلة ماري كلير البريطانية، فإن هذه الصفقة السرية بين الملك تشارلز والأمير أندرو تمثل واحدة من الخطوات النادرة التي يظهر فيها الاتفاق والتفاهم بين شقيقين في العائلة المالكة البريطانية، كما تعكس الحرص الملكي على حماية مصالح الجيل الجديد من الأميرات، وضمان استمرار دورهُن الفعال داخل الحياة العامة للعائلة المالكة، بما يحفظ صورة المؤسسة الملكية أمام الرأي العام البريطاني والدولي.