أكد الدكتور بشير عبد الفتاح الباحث بمؤسسة الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن العالم ليس أمامه في الوقت الحالي سوى التعامل مع الأمر الواقع في سوريا.

وقال عبد الفتاح في مداخلة مع برنامج 'حضرة المواطن' المذاع على قناة 'الحدث اليوم': 'في علم النظم السياسية يقال دائما إن الطريقة التي تحصل بها الدولة على استقلالها تحدد شكل نظام الحكم بعد الاستقلال، وفي علم الاجتماع السياسي يقال إن الطريقة التي يتم بها إسقاط نظام سياسي تحدد شكل النظام الذي سيحل محل هذا النظام الذي هوى'.

وأضاف: 'رغم أن الحراك الجماهيري في سوريا بدأ في 2011 إلا أن السقوط الفعلي للنظام جاء بيد جماعات مسلحة محسوبة على القاعدة وداعش وكان لها باع طويل في العنف الجهادي وبالتالي من الصعب استبعاد الفصائل خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط النظام'.

وتابع: 'العالم متوجس من توجهات هذه الفصائل ولكن هناك منطق الأمر الواقع وبدل الفوضى والفراغ السياسي وحالة عدم اليقين هناك ترقب من المجتمع الدولي وقبول بأمر واقع فرض على العالم شريطة متابعة سلوك ومواقف القيادة الانتقالية الحالية'.

وواصل: 'الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول عربية تبنت هذا النهج بمعنى أنها لن تعطي شيكات على بياض ولكن سنراقب أداء وسلوك وسياسات الإدارة الانتقالية وبناء عليه يتوقف هل نرفعها من قوائم الإرهاب أم نجمد العلاقات معها ونعتبرها منظمات إرهابية'.

وأكمل: 'موقف مصر مختلف وصلات هذه المنظمات بالجماعات الإرهابية يجعلنا ننتظر حتى تضح الصورة بشكل نهائي وفي اعتقادي ليس أمام العالم خيار سوى التعامل مع الأمر الواقع ومحاولة تغيير توجه هذه القيادات'.

وأوضح: 'صحيح أن هناك انفراد بالمرحلة الانتقالية من قبل الشرع وجماعته وأخطر ما يمكن أن يقال إن الشرع يقول إن الانتخابات ستجرى بعد أربعة سنوات والدستور الجديد بعد 3 سنوات، وهو ما يعني أن المرحلة الانتقالية ستظل لمدة 4 سنوات في ظل هذه الإدارة وهو ما يطرح تساؤلات هل هذه الإدارة قادرة على طمأنة العالم أم أنها ستعود بسوريا إلى الوراء'.

واختتم: 'لا أستبعد أن يكون هناك اتصالات على المستوى الأمني بين القاهرة ودمشق، ولكن على المستوى السياسي السياسة دائما حافلة بالمفاجآت وقد نفاجأ خلال الأيام القادمة بأن هناك مسؤول مصري يحط بطائرة في مطار دمشق وربما تتريث القاهرة لما هو أبعد من ذلك'.