قالت مجلة تايم الأسبوعية الأمريكية الشهيرة: 'عندما يتعلق الأمر بالمهندسين المعماريين المعاصرين في منتصف القرن، تتبادر إلى الذهن على الفور أسماء مثل لو كوربوزييه ولودفيج ميس فان دير روه، ولكن يمكن القول إن الشخص الأكثر أهمية اليوم، على كوكبنا الذي يواجه تحديات مناخية، هو صاحب الرؤية المعماري المصري حسن فتحي، وهو من أوائل الرواد في التصميم المستدام'.

وأشارت المجلة إلى أنه غالبًا ما يُنسب إلى العبقري حسن فتحي الفضل في تحديث العمارة العربية العامية، بدلًا من فرض الأفكار والمواد الغربية على العالم، ورفض فتحي البناء الخرساني والمرتفع والمتطور بالطوب اللبن، وشجع على استخدام تقنيات البناء والتهوية التقليدية بدلًا من تكييف الهواء.

ونقلت التايم عن فكري حسن، أستاذ الآثار المصري، قوله: 'لم يكن فتحي مجرد مهندس معماري حديث، بل كان فيلسوفًا ورائدًا في مجال التنمية المستدامة' وفي حياة حسن فتحي – الذي توفي عام 1989 – أكمل مشاريع في أماكن بعيدة مثل مايوركا ونيو مكسيكو، ولكن كان مشروعه الأشهر في القرنة الجديدة، وهي قرية في الأقصر بنيت في منتصف الأربعينيات (عدد السكان الحالي: 1800) لإعادة توطين أولئك الذين يعيشون فيها الآن.

وبالقرب من المقابر المصرية القديمة وبيع التذكارات، حتى أنه كان قادرًا على التعبير بشكل كلي عن أفكاره الطوباوية ولأسباب مختلفة، تم تدمير أو هجر الكثير من المساكن السكنية على مر السنين، ولكن في عام 2019 تعاونت اليونسكو مع منظمة جودة البيئة الدولية غير الربحية ومقرها القاهرة، وخبراء في الهندسة المعمارية الطينية التقليدية، لتجديد مسجد المدينة والمسرح ومبنى الخان، ومركز للتدريب الحرفي.

وتم الانتهاء من تجديدات المباني الثلاثة في عام 2022 وأصبحت القرية محطة جديدة ملهمة في الأقصر السياح وزوار مصر المهتمين بالتصميم والاستدامة، ولكن العمل على استعادة المزيد من المساحات كما أراد حسن فتحي مستمر، ويدير عدد من رجال الآثار الآن جولات عبر مركز القرنة الجديدة للعمارة المستدامة ويقبل السياح على هذه الجولات بقوة وحماس.