اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكد وزير الدولة لشؤون الاتصالات، عمر العمر، ضرورة التوازن بين التطور التكنولوجي المتسارع والبعد الإنساني في القيادة وصنع القرار.
وقال العمر، في كلمته الافتتاحية للنسخة الثالثة من مؤتمر «كسر الحواجز» تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مقابل الذكاء العاطفي»، الذي ينظمه المعهد الوطني للقادة، إن العالم يشهد تحولات غير مسبوقة بفعل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وهي تحولات تمتد آثارها إلى مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والتعليمية إلى الإدارة والعمل الحكومي والخدمات العامة.
وأضاف أنه مع التوسع الهائل في استخدام التقنيات الذكية، تبرز أهمية الحفاظ على دور الإنسان في هذه المنظومة، باعتباره المحرك الأساسي للإبداع والابتكار، موضحا أن الذكاء الاصطناعي يقدم أدوات قوية للتحليل والتنبؤ وتحسين الأداء، لكنه يبقى بحاجة إلى الذكاء العاطفي، الذي يمنح القرارات بعدها الإنساني، ويجعل التقنية وسيلة لتحقيق التنمية لا غاية بحد ذاتها.
وأوضح أن المؤتمر، الذي يستمر يوما واحدا، يعتبر منصة تجمع القادة والخبراء والمفكرين، ويهدف إلى مناقشة مستقبل القيادة في عصر تتداخل فيه التقنية مع القيم، والمنطق مع المشاعر، والعقل مع الإحساس بالمسؤولية تجاه الإنسان والمجتمع.
وأكد أن الكويت تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق «رؤية كويت جديدة 2035»، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، وتعزيز التحول الرقمي في مختلف القطاعات، لافتا إلى حرص الوزارة على دعم هذا التوجه عبر تطوير البنية التحتية الرقمية، وتمكين التحول الذكي، وتعزيز بيئة الابتكار، بما يتيح للكفاءات الوطنية أن تكون في طليعة هذه المسيرة.
وأشار إلى اهتمام الوزارة بمواكبة أبرز التطورات والأحداث العالمية في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي، والمشاركة الفعالة في المبادرات الإقليمية والدولية، التي تعزز التعاون في هذا المجال إدراكاً بأن مستقبل التنمية يعتمد على مدى القدرة على تبادل المعرفة والخبرة، ومواكبة التوجهات الحديثة في قيادة التحول الرقمي.
وأكد الوزير العمر دعم الوزارة الكامل لمثل هذه المبادرات الوطنية، التي تساهم في تعزيز القدرات القيادية، وتفتح آفاقاً جديدة أمام الحوار البناء حول العلاقة بين الإنسان والتقنية، في عالم يتغير بوتيرة سريعة وغير مسبوقة.
وأعرب عن الشكر للمعهد الوطني للقادة على جهوده المتميزة في إعداد وتنمية القيادات الوطنية، ودوره الفعال في تنظيم هذا المؤتمر، الذي يجسد التزامه بنشر ثقافة القيادة الواعية، وبناء جيل من القادة القادرين على الجمع بين التقنية والإنسانية في آن واحد.
زخم تكنولوجي
من جهته، قال الرئيس التنفيذي للمعهد الوطني للقادة، محمد الخليفي، في كلمته: «إن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا المهنية والشخصية، وهو يغير ملامح عالم الأعمال بوتيرة متسارعة، تفرض التأمل في دور الإنسان وسط الزخم التكنولوجي الكبير».
وأضاف الخليفي أن فكرة هذا المؤتمر انطلقت من الحاجة إلى تحقيق التوازن بين الذكاء الاصطناعي، الذي يمثل قوة التحليل والدقة والابتكار، والذكاء العاطفي الذي يجسد جوهر الإنسانية والقدرة على الفهم والتعاطف والإلهام، وتسليط الضوء على دورهما الحيوي في تعزيز القيادة الفعالة.
وأوضح أن المؤتمر يتيح للحضور فرصة المشاركة في جلسات متميزة، يقدمها نخبة من المتحدثين المحليين والدوليين، ممن لديهم إسهامات واضحة ومؤثرة ضمن التحولات التقنية المتسارعة، وفرصة لبحث كيفية صياغة منظومة قيادية جديدة تجمع بين التقنية والقيم، وبين المنطق والمشاعر، وبين الكفاءة والإنسانية، بما يساعد في اكتساب رؤى جديدة، تجعل من هذا المؤتمر حدثا رئيسيا يجمع القيادات الطموحة من الكويت وخارجها، فهو محرك للتغيير وإنجاز مهم في ميدان تطوير القيادة.
وأكد حرص المعهد على دعم الاقتصاد الوطني المعرفي، عبر تنظيم هذا المؤتمر وغيره من الفعاليات، التي تهدف إلى خلق بيئة تفاعلية تعزز من فرص التطوير الذاتي والمهني، وتدعم تنمية القدرات القيادية والمهارات الأساسية المطلوبة لمواكبة التغييرات المتسارعة في سوق العمل العالمي.
يذكر أن المعهد الوطني للقادة يعد إحدى المؤسسات التعليمية التابعة لمجموعة الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا، المملوكة للهيئة العامة للاستثمار.
عمر العلماء: الذكاء الاصطناعي يسهم في إعادة تشكيل القيادة الحديثة ومستقبل العمل
أكد وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في دولة الإمارات العربية المتحدة، عمر سلطان العلماء، امس (الأحد)، أهمية الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل القيادة الحديثة ومستقبل العمل والمؤسسات، وفي عصر تتقاطع فيه التكنولوجيا مع احتياجات الانسان.
جاء ذلك في كلمة للوزير العلماء، خلال جلسة نقاشية عقدت ضمن مؤتمر «كسر الحواجز»، بعنوان «الذكاء الاصطناعي مقابل الذكاء العاطفي»، الذي ينظمه المعهد الوطني للقادة في الكويت.
وقال الوزير الإماراتي إن أكبر التحديات في مجال الذكاء الاصطناعي تكمن في كونه مجالاً سريع التطور والتغير، الأمر الذي يفرض على الجميع مواكبته باستمرار عبر القراءة والتعلم والفهم والتجربة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءا أساسيا من حياة الأشخاص، سواء في التطبيقات اليومية، أو من خلال معظم المنصات، التي يتم استخدامها بشكل روتيني، موضحاً أنه يقوم بتحليل كل ما يكتبه المستخدم أو يقوله أو يرسله من محتوى، ويبني على ذلك توصيات واقتراحات تظهر فيما بعد على مختلف المنصات.
وأوضح أن التكنولوجيا أصبحت تتابع تحركات البشر بشكل لحظي، ضارباً مثالاً بتطبيق «غوغل ماب»، الذي يستطيع معرفة الموقع الجغرافي للهاتف حتى دون تشغيل التطبيق بشكل مباشر، ويستخدم هذه البيانات لتحديد الطرق الأسرع، والمسارات المثلى عند الحاجة، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يعمل في الخلفية طوال الوقت في الهاتف، وفي تفاصيل الحياة اليومية.
ولفت إلى أن صفات القائد الأساسية لم تتغير عبر الثقافات والحضارات والتقنيات المختلفة، مشدداً على أن القائد يجب أن يتسلح بكل الأدوات والتقنيات اللازمة، وأن يسعى باستمرار لتطوير نفسه وفريقه، مع القدرة على التأقلم مع المتغيرات.
وأكد أهمية الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي معاً، مشيراً إلى أن امتلاك المعلومات والقدرات التقنية مهم، لكن القدرة على فهم المجتمع والتفاعل معه تبقى أساساً للقيادة، خصوصاً في مجتمعات، مثل الإمارات والكويت، التي تتميز بسمات اجتماعية وقبلية مختلفة عن المجتمعات الفردية.


































