جنوب سيناء – رضا السيد:

اعتاد بدو جنوب سيناء استخدام الأعشاب الطبيعية التي تنمو في الوديان وعلى الجبال والمناطق السهلية كبديل للدواء منذ القدم، وذلك نظرًا لصعوبة الظروف الجغرافية بالمناطق التي يفضلون السكن فيها، وهذه الظروف جعلتهم يعتمدون على هذه الأعشاب في علاج العديد من الأمراض حتى برع بعضهم في تحديد العشب المناسب للمرض وذلك بالخبرة والتجربة الفعلية.

قال الشيخ جميل عطية، خبير الأعشاب الطبيعية بسانت كاترين، إن حياة البدو ترتكز بين الجبال والوديان والسهول الصحراوية، ويجدون متعة في تواجدهم بين هذه الطبيعة الخلابة، ويفضلون التنقل بها لاكتشاف جوانب كثيرة منها، إضافة إلى أن عملهم يقتصر على الرعي والزراعة البسيطة، والسياحة، وكافة هذه الأعمال تتطلب تواجدهم باستمرار داخل الجبال، وفي حالة تعرضه لأي مرض مفاجئ يلجأ إلى التداوي بالأعشاب لكون رحلة العودة إلى المدينة للعرض على الأطباء قد تستغرق عدة ساعات، لذا يضطر إلى استخدام هذه الأعشاب.

وأوضح الشيخ 'جميل'، أن خبرة البدو في التداوي بالأعشاب جاءت بالتجربة والخبرة، مؤكدًا أن التجارب العلمية أكدت فاعلية هذه النباتات في تداوي العديد من الأمراض، لاحتوائها على نسب فعالة كبيرة من المواد التي تدخل في صناعة العديد من الأدوية.

وأكد أن البدو يعتمدون بدرجة كبيرة على هذه الأعشاب في التداوي من العديد من الأمراض، خاصة في الحالات الطارئة مثل العرض لجرح كبير خلال التواجد في منطقة جبلية، وفي هذه الحالة يتم التداوي بنباتين، إحداهما نبات 'الكبات' والأخر نبات 'اللصيق'، مشيرًا إلى أن بدو جنوب سيناء يعتبرونهم حقيبة إسعافات أولية طبيعية لإسعاف المجروحين.

وأشار إلى أن نبات 'الكبات' يخرج منه مادة لبنية لزجة في حالة قطعه، وهذه المادة تعد مطهر طبيعي للجروح لذا يجري تطهير الجرح بها كخطوة أولى في إسعاف الجرحى، والخطوة الثانية تتمثل في وضع جزء من نبات 'اللصيق' على الجرح، وتعد بمثابة اللاصقة الطبية التي تمنع تدفق الدماء.

وتابع: في حالة مرور 6 ساعات على الجرح ونجده لم يلتئم، أو مازال ينزف قليلًا نأخذ فرع من نبات 'اللصيق' ونضعه في زجاجة مياه ثم نخرج الفرع من المياه ونتركه يجف ونضعه على الجرح حتى يلتئم تمامًا خلال فترة بسيطة.

ولفت إلى أن نبات 'اللصيق' سمي بهذا الاسم كون أوراقه تحتوي على شعيرات تمكنها من الالتصاق الشديد بأي شيء، وهو من الأعشاب الصحراوية التي تتحمل شدة الحرارة، ولديها قدرة عالية على التكيف مع الظروف المناخية والبيئية المختلفة.