أسيوط - محمود عجمي:

لا تزال قصة فداء أم لطفلتيها من الغرق عقب انزلاق سيارة ميكروباص في مياه الترعة الإبراهيمية تثير المشاعر. الأم ألقت بابنتيها إلى الخارج، لكنها لم تتمكن من النجاة بنفسها، فكتب الله النجاة لابنتيها وسقطت الأم مع ركاب السيارة في قاع الترعة، لتضرب مثالا في التضحية.

يقول عمرو، سائق بموقف سيارات ديروط، والذي التقط الطفلتين من الأم قبل غرقها، لـ مصراوي: 'كنت واقف في الموقف مساء الأحد ولم يكن هناك الكثير من الناس، وفوجئنا بانزلاق السيارة وداخلها ركاب'.

وتابع: 'تحركت بسرعة نحو السيارة في محاولة الإمساك بها قبل الغرق، لكن لم أستطع؛ إحدى الركاب، نادت عليّ لإنقاذ بناتها وألقت بهما خارج السيارة'.

وأشار إلى أنه نزل إلى المياه وأمسك بالطفلتين بعد أن ألقت بهما الأم خارج السيارة، ووضعتهما على جانب الحائط بالموقف، بعدها تحرك مسرعًا بعد خروج الأم من السيارة وطفوها داخل المياه وهي تردد 'أنقذوني'.

وأضاف: 'حاولت الإمساك بالأم بعد إلقاء حبل داخل المياه، لكن شدة التيار المائي وعامل الرؤية المنعدم بسبب ظلام الليل حالا دون إنقاذها.'

وقال أحد شهود العيان إن السيدة المتوفية داخل الميكروباص المنكوب بديروط تدعى شريهان عثمان صدقي، حاصلة على بكالوريوس تربية، وتقيم بقرية ديروط الشريف، ولديها طفلتان: 'الما أحمد آمين'، 7 سنوات، و'راما أحمد آمين'، 12 عامًا.

وأضاف أنها كانت متوجهة إلى أسيوط واستقلت السيارة المنكوبة، وأثناء تواجدها وقع الحادث، ولأنها كانت تحب بناتها ضحت بحياتها من أجل أن يعيشن.