على عربة مأكولات، تقف «أسماء» الطالبة فى السنة النهائية بكلية التجارة، منذ الصباح الباكر، لتحضير وتجهيز أصناف من الساندوتشات المختلفة، بعد أن اختارت أن يصبح لها مشروعها الخاص، عقب سنوات من التنقل بين وظائف ومهن مختلفة.

تقول أسماء الليثى، ٢٣ عامًا، من الإسكندرية، إنها ظلت تحلم، منذ أن كانت فى الصف الأول الثانوى بهذا المشروع، ولكنها لم تستطع تحقيقه لسنوات طويلة بسبب صغر سنها، وعدم وجود رأسمال.

وأشارت إلى أنها، ومنذ كانت فى المرحلة الإعدادية، تعمل فى عدة وظائف بجانب الدراسة، رغبة منها فى مشاركة والدتها فى تحمل أعباء الأسرة، عبر توفير متطلباتها الشخصية، خاصة بعد وفاة والدها منذ ١٤عامًا.

وأوضحت «أسماء» أنها تبدأ عملها فى الصباح الباكر من كل يوم، عبر تجهيز اللحوم ومستلزمات الساندوتشات المختلفة التى تقدمها من خلال عربة المأكولات التى تملكها، مثل الكبدة والسجق وغيرهما، بالإضافة إلى بعض الأصناف المخصوصة حسب الطلب.

وأضافت: «عندما أردت تنفيذ مشروعى قمت بشراء عربة مأكولات قديمة، ثم جددتها، وبدأت مشروعى منذ ٣ أشهر، واخترت لعربتى مكانًَا بوسط الإسكندرية، فى منطقة كنت أتردد عليها كثيرًا من قبل، وجميع مَن فى المكان ساعدنى؛ حتى استطعت توفير احتياجاتى وتنفيذ مشروعى».

ولفتت إلى أن زبائنها كانوا يقتصرون فى البداية على بعض العاملين بالمنطقة المحيطة بها، ثم بدأت الزبائن تأتى إليها خصيصًا من كل مناطق الإسكندرية، خاصة أنها تراعى الجودة فى الأصناف التى تقدمها.

وعن عملها بجانب الدراسة، قالت: «الشغل مش عيب، وأنا فخورة لأننى استطعت أن أنفذ مشروعى الخاص وأصبح الناس يأتون إليه من كل مكان، وأتمنى أن يكبر أكثر مع الوقت».