يُعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا عالميًا، ويحتاج إلى وعي دائم ومراقبة دقيقة لمستويات الجلوكوز في الدم، تفاديًا لأي مضاعفات صحية قد تهدد حياة المريض على المدى الطويل.

الطبي، فإن السيطرة على السكر في الدم لا تعتمد على الأدوية فقط، بل على ثلاثة محاور رئيسية، التغذية، النشاط البدني، والالتزام العلاجي.

77.235.62.132

فيما يلي نظرة شاملة على هذه العوامل ودورها في إدارة مرض السكري بفعالية:

أولاً: النظام الغذائي… حجر الأساس للتحكم في السكر

يشكّل الغذاء المتوازن الخطوة الأهم في رحلة السيطرة على مرض السكري، لأن نوعية الطعام وتوقيته وكميته تؤثر مباشرة على مستويات الجلوكوز.

طريقتان شائعتان لإدارة الغذاء:

حساب الكربوهيدرات

يقوم المريض بعدّ غرامات الكربوهيدرات التي يتناولها يوميًا، لأن الجسم يحوّل الكربوهيدرات إلى سكريات تؤثر على مستوى السكر في الدم.

يُنصح بالتركيز على:

الفواكه

الخضروات

الحبوب الكاملة

وتجنّب:

الخبز الأبيض

الحلويات

المشروبات السكرية

طريقة 'الطبق الصحي'

تُعد طريقة عملية وسهلة لتوزيع الوجبة بشكل متوازن:

نصف الطبق: خضروات غير نشوية (مثل البروكلي أو الكوسا).

ربع الطبق: بروتينات (كالسمك أو الدجاج أو البقوليات).

الربع الأخير: كربوهيدرات صحية (كالأرز البني أو الشوفان).

كما يُنصح بتناول الوجبات في أوقات منتظمة، وضبط كمية الحصص الغذائية، خصوصًا لمن يتلقون جرعات الأنسولين.

ثانيًا: النشاط البدني… مفتاح لتحسين حساسية الجسم للأنسولين

تُعتبر التمارين الرياضية من أهم الوسائل الطبيعية لخفض مستوى السكر في الدم، إذ تستهلك العضلات الجلوكوز أثناء الحركة، مما يحسّن استخدام الجسم للأنسولين.

التوصيات:

150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط الهوائي المعتدل مثل:

المشي السريع

السباحة

ركوب الدراجة

مرتان إلى ثلاث أسبوعيًا من تمارين القوة (مثل رفع الأوزان أو تمارين المقاومة).

تنبيهات مهمة:

راقب مستوى السكر قبل وأثناء وبعد التمرين، خاصة إذا كنت تستخدم الأنسولين.

تجنّب التمارين المجهدة في حال انخفاض السكر، وتناول وجبة خفيفة عند الحاجة.

لا تنسَ شرب الماء بانتظام للحفاظ على الترطيب.

ثالثًا: الأدوية… دعم علاجي لا يُغني عن الالتزام بالنمط الصحي

عندما لا تكفي التغذية والرياضة وحدهما، يأتي دور الأدوية — سواء كانت أدوية فموية أو أنسولين — للمساعدة في ضبط السكر.

نصائح مهمة:

الالتزام بمواعيد الجرعات بدقة.

تخزين الأنسولين بشكل سليم، بعيدًا عن الحرارة الزائدة أو التجميد.

مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة فعالية العلاج وتعديل الجرعات إذا لزم الأمر.

إبلاغ الطبيب عن أي أدوية أخرى تستخدمها لتجنب التداخلات الدوائية.

التوازن هو المفتاح

التحكم في السكري ليس مهمة مستحيلة، لكنه يتطلب التزامًا يوميًا وفهمًا واعيًا للجسم، من خلال:

تنظيم الغذاء.

الحفاظ على نشاط بدني منتظم.

تناول الأدوية وفق تعليمات الطبيب.

فكل خطوة صحيحة تُسهم في تقليل المخاطر وتحقيق جودة حياة أفضل.