سلطت الدكتورة نهال المغربل نائب وزير التخطيط السابق وعضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية بمجلس الشيوخ، الضوء على أهمية العلاقة بين الإحصاءات والبيانات والتنمية المستدامة في تعزيز خطط التنمية في الدول العربية، وأوضحت أن البيانات والإحصاءات تعد من الركائز الأساسية لصياغة السياسات واتخاذ القرارات التنموية على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

يأتي ذلك في إطار التعاون بين المعهد العربي للتخطيط ومعهد التخطيط القومي والجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، حيث تم إصدار الإصدار الثامن من تقرير التنمية العربية تحت عنوان 'دور البيانات وتوافرها في دعم عملية التنمية في الدول العربية'.

وقالت المغربل، إن البيانات والإحصاءات تعتبر أدوات حيوية في دعم عملية اتخاذ القرارات التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، كما تمثل أساسًا متينًا في العمل الأكاديمي والبحثي، كما تستخدم هذه البيانات لفهم الواقع وتحليل الظواهر المختلفة، مما يتيح وضع استراتيجيات تنموية دقيقة، وأكدت المغربل أن البيانات تدعم أيضًا الشفافية والمساءلة، فضلًا عن توفير أدوات لقياس التقدم في تنفيذ السياسات التنموية.

وأشارت المغربل إلى أن معظم الدول العربية لا تزال بعيدة عن استخدام المصادر الحديثة للبيانات مثل بيانات الإنترنت وصور الأقمار الصناعية، وهو ما يعوق تقدم أهداف التنمية المستدامة في المنطقة، لافته إلى أن نقص البنية التحتية للإحصاءات المحلية والمكانية يعكس تحديات كبيرة في تطوير هذه البيانات التي تعد ضرورية لتحليل وتقييم السياسات والبرامج التنموية.

كما أوضحت المغربل أن الثورة الصناعية الرابعة، التي تعتمد على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، قد عززت العلاقة بين الاقتصاد والبيانات، ما يجعل البيانات عنصرًا أساسيًا في عملية التنمية، وبينما استفادت الدول المتقدمة من هذه التقنيات لتسريع عجلة التنمية، لا تزال الدول العربية تفتقر إلى الأنظمة الرقمية القوية التي تضمن تحديث البيانات بشكل مستمر ودقيق.

وذكرت المغربل أن الأمم المتحدة منذ إطلاقها خطة التنمية المستدامة لعام 2030 قد جعلت قياس التقدم نحو تحقيق الأهداف التنموية من أولويات الدول الأعضاء، مؤكده أن الدول العربية قد بدأت بالفعل في تطوير قواعد البيانات اللازمة لقياس المؤشرات الخاصة بهذه الأهداف، إلا أن هناك فجوة كبيرة في البيانات التي تعيق عملية متابعة تنفيذ تلك الأهداف بشكل فعّال.

أوضحت المغربل أن منظمات الأمم المتحدة تقدم دعمًا فنيًا للدول في مجالات جمع البيانات وإعداد المؤشرات الخاصة بالتنمية المستدامة، مما يعزز قدرة الدول العربية على تحليل البيانات وإعداد التقارير اللازمة، وبينت أن الدول العربية تتعاون في إعداد التقارير الطوعية التي تعرض تقدمها نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات.