علق خبير الأمن القومي المصري محمد مخلوف على أبعاد استراتيجية لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر التي شملت جولة برفقة الرئيس السيسي إلى خان الخليلي والعريش في شمال سيناء

وقال الكاتب والخبير في الأمن القومي المصري إن الزيارة التي بدت للوهلة الأولى بروتوكولية تحمل دلالات سياسية وعسكرية وأمنية مرتبطة بنجاح مصر في تفكيك شبكات الإرهاب، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وتأثير ذلك على موقف أوروبا، خاصة فرنسا، من التنظيم الدولي للجماعة.

وأشار 'مخلوف' في حديثه لـ RT أن نجاح مصر في القضاء على خلايا الإخوان في سيناء والداخل المصري أعاد تشكيل خريطة الأمن الإقليمي، ويأتي ذلك بعد سنوات من العمليات العسكرية المكثفة التي بدأت في 2013 عقب الإطاحة بحكم الإخوان، حيث واجهت القوات المصرية تهديدات إرهابية في سيناء من تنظيمات مثل 'ولاية سيناء' التابع لداعش، والذي كان يتلقى دعمًا لوجستيًا من خلايا إخوانية، وفق تقارير أمنية.

وأضاف أن هذا الإنجاز دفع دول أوروبا وعلى رأسها فرنسا إلى إعادة تقييم علاقاتها بتنظيمات إخوانية مثل 'اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا'، التي وصفها بأنها واجهة لمجلس شورى التنظيم الدولي للإخوان في فرنسا، مؤكدا أن باريس كانت تاريخيًا ملاذًا لبعض قيادات الجماعة، بدأت تشعر بالقلق من نفوذها المتزايد.

ونقل مخلوف تأييده لرؤية اللواء عادل عزب مدير مكافحة الإرهاب الأسبق بقطاع الأمن الوطني المصري، الذي يرى أن زيارة ماكرون قد تكون رسالة بتحول محتمل في موقف فرنسا من الإخوان، مع إمكانية تعاون استخباراتي مع القاهرة لمواجهة أذرع الجماعة في أوروبا.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه فرنسا نقاشات داخلية حول 'الإسلام السياسي' خاصة بعد هجمات إرهابية مثل هجوم نيس 2020، التي كشفت عن تأثير الأفكار المتطرفة، مرجحا أن 'خبرة مصر التي طورتها عبر عمليات مثل سيناء 2018 واعتقال قيادات إخوانية بارزة' تجعلها شريكًا مثاليًا لأوروبا في هذا الملف.

وأوضح أن الإخوان التي تأسست في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، تحولت إلى تنظيم عابر للحدود بعد الحرب العالمية الثانية، مستفيدة من دعم غربي خلال الحرب الباردة كما في أفغانستان خلال الثمانينيات، مؤكدا أن خاضت معركة طويلة لتفكيك هذا التنظيم الذي وصفه بأنه 'زُرع عمدًا لتقويض الدولة الوطنية' وأن مصر اليوم تقدم نموذجا شاملا لمواجهة الإرهاب فكريا وأمنيا مما يعزز دورها كشريك استراتيجي لأوروبا في مكافحة 'الإسلام السياسي'.

وركز مخلوف على دور الإخوان المثير للجدل في فرنسا حيث أشار إلى تحالفها غير المتوقع مع الحزب اليساري في الانتخابات الأخيرة رغم تاريخها كأداة لمواجهة اليسار خلال الحرب الباردة، واصفا هذا التحول بأنه 'دليل على انتهازيتها' مشيرا إلى أن الجماعة تتحرك بأجندات خارجية وليس بمبادئ ثابتة.

واختتم بالقول إن زيارة ماكرون قد تفتح الباب لتعاون مصري-فرنسي أعمق، مستفيدًا من العلاقات التاريخية بين البلدين، التي شهدت تقاربًا منذ توقيع صفقات تسليح في 2015، وتوسعت لتشمل مكافحة الإرهاب بعد هجمات باريس عام 2015.

المصدر: RT