في أعقاب الغارات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية مساء أمس السبت على العاصمة صنعاء واستهدفت عددًا من المنازل، كشفت مصادر مطلعة اليوم الأحد عن حالة من الخوف والارتباك تسود صفوف قيادات ميليشيا الحوثي. وأكدت المصادر أن الميليشيا أصدرت توجيهات عاجلة وعالية المستوى لكافة قياداتها العليا والميدانية بضرورة مغادرة منازلهم بشكل فوري والانتقال إلى أماكن غير معلومة.

وأوضحت المصادر لـ'المشهد اليمني' أن جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين قام بتحذير القيادات بشكل مباشر من مغبة البقاء في مساكنهم الحالية، خشية تعرضهم لغارات مماثلة. وأضافت أن مكتب ما يُسمى برئاسة الجمهورية، الذي يديره أحمد حامد المعروف بنفوذه القوي داخل الجماعة، قام بتخصيص مبالغ مالية كبيرة لتلك القيادات بشكل عاجل لتغطية تكاليف انتقالهم وتأمين مساكن بديلة.

وأشارت المصادر إلى أن هذه التحركات المفاجئة وغير المسبوقة للقيادات الحوثية أثارت حالة من القلق والريبة بين السكان المحليين في الأحياء السكنية، خاصة وأن بعض المنازل التي كانت تقيم فيها تلك القيادات تقع بالقرب من مساكن مدنيين أبرياء، مما يعرضهم لخطر مضاعف في حال استهداف تلك المواقع مرة أخرى. وأكدت أن العديد من القيادات الحوثية باتت تتنقل بشكل مستمر وعشوائي بين المنازل تحسبًا لأي عمليات جوية مفاجئة محتملة.

وفي سياق متصل، لفتت المصادر إلى أن وسائل الإعلام التابعة للحوثيين قامت بتغطية إعلامية مكثفة مساء أمس لتوثيق الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء الغارات، إلا أنها تعمدت بشكل واضح تجاهل وتعتيم المواقع التي استُهدفت بشكل مباشر وكانت تأوي قيادات وعناصر حوثية، في محاولة على ما يبدو للتقليل من الخسائر في صفوفهم وإظهار أن الغارات استهدفت مدنيين فقط.