في تطور دراماتيكي هز أروقة الحزب الجمهوري، تصدّر خلاف غير مسبوق المشهد السياسي في واشنطن، بعد اتهام النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهديد حياتها بشكل مباشر، رغم ولائها السابق له.

واعتبر مراقبون أن ما جرى يمثل انقلابًا داخل المعسكر الجمهوري، بعد سنوات من التحالف الوثيق بين الطرفين، قبل أن تنهار العلاقة فجأة بصورة صادمة، وفق صحيفة الجارديان البريطانية.

تهديد مباشر ورسائل عدائية

أعلنت جرين أن ترامب وجه لها تهديدًا مباشرًا بعد اعتراضها على خطته الانتخابية للمرحلة المقبلة بشأن التجديد النصفي وإجراءات ترشيحات الجمهوريين، مشيرةً إلى تلقيها سلسلة من الرسائل العدائية من أنصاره، بعضها تضمن عبارات صريحة متعلقة بالقتل، ما دفع فريقها القانوني إلى توثيق التهديدات استعدادًا لاتخاذ إجراءات قانونية محتملة.

انهيار تحالف صلب داخل الكونجرس

هذا التطور يمثل انهيارًا غير مسبوق لتحالف كان يوصف بالأكثر صلابة داخل الكونجرس. فجرين لم تكن مجرد عضو جمهوري تقليدي، بل كانت رأس الحربة في الدفاع عن ترامب خلال محاولات عزله، وواحدة من أبرز الأصوات التي تبنت خطاب ترامب الشعبوي في ملفات الهجرة والإعلام والمؤسسات الفيدرالية.

انقسامات داخل الحزب الجمهوري

امتدت الانقسامات سريعًا داخل الكونجرس، حيث تحرك جناح من الجمهوريين للمطالبة بفتح تحقيق رسمي، معتبرين أن سلامة أي عضو في مجلس النواب خط أحمر. في المقابل، دافع مؤيدو ترامب عنه، واعتبروا تصريحات جرين مسرحية سياسية تهدف إلى لفت الأنظار بعد تراجع شعبيتها بين الناخبين المحافظين، بل وذهب بعضهم إلى اتهامها بالتعاون مع خصوم ترامب داخل الحزب لإضعاف نفوذه.

حملة ترامب وردود الفعل

أشارت مصادر في حملة ترامب إلى أن الرئيس يعتبر ما فعلته جرين خيانة كاملة، بينما ألمحت مصادر أخرى إلى أن الخلاف يرتبط بمحاولات داخل الحزب لدفع وجوه جديدة لترشيحها بدلًا من ترامب في الانتخابات المقبلة، في وقت يستعد فيه الأخير لإعادة إطلاق حملته الرئاسية وسط ضغوط قضائية وسياسية متصاعدة.

استغلال الديمقراطيين للموقف

استغل الديمقراطيون الموقف فورًا، معتبرين أن الانقسام الجمهوري يؤكد خطورة ثقافة التهديد السياسي التي ترسخت خلال عهد ترامب، وبدأ بعض النواب الديمقراطيين في تحريك ملف رسمي لإحالة القضية إلى لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب، خاصة بعد أن أشارت جرين إلى وجود أدلة ملموسة على التهديدات.

المعركة على وسائل التواصل الاجتماعي

تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى معركة مفتوحة، حيث تصدّر هاشتاج #احموا_مارجوري منصات عدة، مقابل هاشتاج مضاد يدعو إلى إنهاء مسيرتها السياسية، في مشهد يعكس عمق الانقسام داخل القاعدة الجمهورية نفسها.

لحظة فاصلة في مسار اليمين الأمريكي

تؤكد كل المؤشرات أن الخلاف تجاوز مجرد نزاع داخل حزب واحد، ليصبح لحظة فاصلة في مسيرة التيار اليميني المتشدد في الولايات المتحدة، ويكشف أن شبكة الولاء التي بنى ترامب لم تعد صلبة كما كانت، مشيرًا إلى بداية مرحلة صراع داخلي طويل داخل الحزب الجمهوري قد تؤثر مباشرة على شكل السباق السياسي الأمريكي في السنوات المقبلة.