شهدت الأسواق العالمية، لا سيما سوق الذهب، تقلبات حادة جراء القرارات الاقتصادية الصارمة التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شملت فرض رسوم جمركية كبيرة على كل من كندا والمكسيك والصين. 

وهذه الإجراءات أدت إلى ارتفاع قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى، مما أثر بشكل مباشر على الأسواق المالية العالمية، وأدى إلى هبوط أسعار الأسهم وارتفاع أسعار الذهب، باعتباره ملاذا آمنا للمستثمرين.

وفي السوق المصري، انعكست هذه التقلبات بارتفاع حاد في أسعار الذهب، حيث شهدت الأعيرة المختلفة زيادات قياسية بعد فترة من الاستقرار.

وفي بداية فبراير الجاري، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية بلغت 25% على معظم الواردات من كندا والمكسيك، و10% على السلع الصينية، مما أدى إلى تصعيد التوترات التجارية على المستوى الدولي.  

وارتفعت قيمة الدولار الأمريكي بشكل كبير، مما ضغط على أسواق الأسهم والعملات الأخرى، وسجلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعا ملحوظا، بينما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية.  

وشهدت الأسواق الآسيوية انخفاضا واسع النطاق، نتيجة المخاوف المتزايدة من تصاعد الحرب التجارية، وتوعد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي، مما زاد من حالة القلق في الأسواق المالية.  

وفي ظل هذه الاضطرابات، لجأ المستثمرون إلى الذهب باعتباره الملاذ الآمن التقليدي في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، مما دفع أسعاره للارتفاع عالميا.

ولم تقتصر التأثيرات الاقتصادية لقرارات ترامب على الأسواق التقليدية فحسب، بل امتدت إلى سوق العملات المشفرة، حيث سجلت البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى خسائر حادة.  

كما انخفضت البيتكوين بنسبة 3.78% لتصل إلى 97.312 دولارا، بعد أن كانت قد تجاوزت 106.000 دولار قبل أسبوع.  

وسجلت عملة إيثيريوم (ETH) انخفاضا بنسبة 12%، بينما هبطت عملات مثل XRP وسولانا (SOL) بنسبة 6-8%.  

وتراجع مؤشر CoinDesk 20، الذي يقيس أداء سوق العملات المشفرة، بنسبة 4.8%، وسط مخاوف المستثمرين من تصعيد جديد في الحرب التجارية. 

ومع تصاعد القلق من التداعيات الاقتصادية لقرارات ترامب، ارتفعت أسعار الذهب عالميا، حيث بلغ سعر الأوقية 2840 دولارا في الأسبوع الأول من فبراير، مع توقعات بوصوله إلى *3000 دولار للأوقية خلال الفترة المقبلة.  

وأكد إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمجوهرات والمعادن الثمينة والتعدين باتحاد الصناعات المصرية، أن هذا الارتفاع يعكس توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن وسط تزايد المخاوف العالمية.  

كما صرح هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن السياسة الاقتصادية لترامب لم تؤدِ إلى استقرار الأسواق كما كان متوقعا، بل زادت من الاضطرابات، مما دفع بأسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة.

وفي مصر، شهدت أسعار الذهب ارتفاعا كبيرا خلال الأيام الماضية، بعد فترة من الاستقرار استمرت لشهرين، وأكدت شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، أن الذهب تخطى مستويات قياسية جديدة.  

وسوف نرصد لكم أسعار الذهب اليوم السبت 8 فبراير 2025 في مصر، والتي جاءت كالتالي: 

- عيار 21: استقر عند 4000 جنيها

-  عيار 18: سجل 3430 جنيها بعد موجة الارتفاعات الأخيرة.  

- عيار 24: بلغ 4575 جنيها، محققا ارتفاعا قياسيا.  

- سعر الجنيه الذهب: استقر عند  32.040 جنيها.  

- سعر أونصة الذهب عالميا: سجلت 2869 دولارا، مما يعكس ارتفاع الطلب العالمي. 

وفي ظل استمرار التوترات الاقتصادية العالمية، من المتوقع أن يواصل الذهب ارتفاعه في السوق المصري، خاصة مع استمرار تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى.

وإذا استمرت الولايات المتحدة في فرض مزيد من الرسوم الجمركية، فقد يدفع ذلك المستثمرين للمزيد من اللجوء إلى الذهب، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعاره عالميا ومحليا، وقد يؤدي أي تحسن في العلاقات التجارية أو تراجع التوترات إلى انخفاض الطلب على الذهب، وبالتالي تراجع أسعاره.  

ويظل سعر الدولار محليا أحد العوامل الحاسمة في تحديد اتجاه أسعار الذهب في السوق المصري، إذ أن أي ارتفاع في الدولار قد يحد من مكاسب الذهب.  

والجدير بالذكر، أن التطورات الأخيرة تؤكد أن قرارات ترامب التجارية لم تؤثر فقط على أسواق الأسهم والعملات، بل كان لها تأثير مباشر على أسعار الذهب عالميا ومحليا، مما أدى هذا إلى ارتفاع أسعار الذهب لمستويات غير مسبوقة بالسوق المصري، مع توقعات باستمرار الصعود في ظل استمرار التوترات الاقتصادية، ومع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق، يبقى الذهب أحد أكثر الأصول أماننا في فترات التقلبات الاقتصادية العالمية.