اخبار الكويت
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١١ تموز ٢٠٢٥
طه العاني - الخليج أونلاين
أبرز القطاعات التي تطرحها باكستان أمام المستثمر الكويتي:
الطاقة، والبنية التحتية، والزراعة، والتكنولوجيا، والسياحة
تفتح باكستان أبوابها اليوم أمام استثمارات خارجية طموحة، واضعة السوق الكويتي في صدارة اهتماماتها لجذب رأس المال وتنمية قطاعات حيوية.
وسط تحولات إقليمية وفرص اقتصادية متنوعة، يبرز التعاون الباكستاني الكويتي بوصفه رافعة جديدة تعزز المصالح المشتركة وتخلق فرصاً نوعية للنمو والاستثمار المستدام.
شراكة واعدة
وفي هذا الإطار أكد سفير باكستان لدى الكويت ظفر إقبال، أهمية تعزيز التعاون الثنائي مع الكويت، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى دور كويتي أكبر في مشاريع التنمية المختلفة.
وأوضح إقبال خلال كلمة ألقاها في حفل أقامته سفارة باكستان لدى الكويت بمناسبة الذكرى الـ85 لليوم الوطني لبلاده، في 25 يونيو 2025، أن القوى العاملة الباكستانية الماهرة، خصوصاً في مجالي البناء والخدمات، تسهم بدور فاعل في دعم الاقتصاد الكويتي، وتشكل في الوقت نفسه جسراً حيوياً يربط بين البلدين ويعزز فرص التعاون المشترك.
ونقلت صحيفة 'الجريدة' الكويتية عن السفير تأكيده أن العلاقات بين باكستان والكويت تستند إلى أسس راسخة من التاريخ المشترك والرؤية الموحدة لمستقبل مستقر ومزدهر، لافتاً إلى أن هذه الروابط تمتد من العلاقات الشعبية إلى التعاون الدبلوماسي والاقتصادي.
وبين إقبال أن هناك إمكانات كبيرة لم تُستغل بعد، موضحاً أن باكستان توفر فرصاً واسعة للمستثمرين الكويتيين في قطاعات حيوية، تشمل الطاقة بمختلف أنواعها، ومشاريع البنية التحتية التي تشهد توسعاً ملحوظاً، إلى جانب الزراعة التي تتميز فيها باكستان بإمكانات طبيعية متنوعة.
ونوّه السفير بأهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي يشهد نمواً متسارعاً، وقطاع السياحة الذي يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار بفضل المقومات الطبيعية والثقافية الغنية التي تمتلكها البلاد.
فرص وتحديات
ويقول الكاتب والمحلل الاقتصادي سعيد خليل العبسي إن باكستان تُعد من الأسواق الواعدة للكويت، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتعدادها السكاني الكبير ومواردها الطبيعية الغنية، لا سيما في مجالات الزراعة والتعدين والطاقة.
ويوضح لـ'الخليج أونلاين' أن هذه الفرص تُمثل بوابة للكويت لتنويع استثماراتها الخارجية، خصوصاً في ظل التوجهات الخليجية نحو الأمن الغذائي والطاقة المتجددة والصناعات التحويلية.
ويضيف العبسي أن باكستان تقدم تسهيلات وحوافز عديدة للمستثمرين الكويتيين، منها الإعفاءات الضريبية في المناطق الاقتصادية، وإتاحة الملكية الكاملة للمستثمرين الأجانب في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية، وحرية تحويل الأموال والأرباح الناتجة عن مشاريعهم واستثماراتهم.
كما يفيد بأن ذلك يأتي نتيجة لجهود باكستان في جعل قوانين استثماراتها مرنة ومحفزة ومشجعة لجذب الاستثمارات الأجنبية، ومنها الاستثمارات الكويتية.
ويشير العبسي إلى أن باكستان تُعد من أكبر المنتجين الزراعيين في آسيا، وتمتلك موارد مائية وفيرة وأراضٍ خصبة.
ولهذا يرى أن الكويت تجد في ذلك فرصة ممتازة لإنشاء استثمارات مشتركة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والأرز والأعلاف، وإقامة الصناعات الغذائية المرتبطة بالأمن الغذائي.
ويبين أن الفرص الاستثمارية تمتد إلى الطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية كالأدوية ومواد البناء والمعدات الكهربائية، وكذلك في قطاع التكنولوجيا، حيث تُعتبر باكستان خزاناً لأكبر قوة عاملة شابة.
وأخيراً، يشير العبسي إلى وجود بعض التحديات التي تواجه هذه الاستثمارات، ومنها البنية التحتية والخدمات التي تحتاج إلى تطوير، حيث تعاني بعض المناطق من ضعف في شبكات النقل والطاقة.
ويوضح أن البيروقراطية، رغم الإصلاحات، ما زالت تتطلب تحسيناً في بعض الإجراءات الإدارية، مؤكداً أن جميع هذه التحديات ستجد حلولاً جدية بفضل العلاقات الممتازة بين الكويت وباكستان على كافة المستويات.
تعاون متنوع
يمتد التعاون بين باكستان والكويت ليشمل مختلف القطاعات الحيوية، مع فرص واعدة لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري، وتوسيع آفاق الشراكة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والتكنولوجيا والموارد البشرية، إلى جانب العلاقات الدفاعية الراسخة التي أسست لثقة متبادلة بين البلدين عبر عقود من العمل المشترك.
وفي حوار مع صحيفة 'الراي' الكويتية، في 28 يونيو 2025، أكد السفير الباكستاني لدى الكويت أن العلاقات بين البلدين متجذرة في صداقة تاريخية عميقة، تقوم على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة، وتشمل التعاون في مجالات التجارة والدفاع والتعليم والصحة والعمالة.
وأوضح إقبال أن الدولتين وقفتا جنباً إلى جنب في أوقات الأزمات، ما يجسد عمق الروابط الأخوية التي تربط الشعبين.
وأشار السفير إلى أن حجم التبادل التجاري يعكس متانة العلاقة الاقتصادية، حيث بلغت صادرات باكستان إلى الكويت في عام 2024 نحو 130 مليون دولار، تضمنت اللحوم والأسماك والأرز والأقمشة ومفروشات الأسرّة.
وفي المقابل استوردت باكستان من الكويت ما قيمته 2.11 مليار دولار، في مقدمتها النفط الخام والمكرر وخردة الحديد والمواد الكيميائية، مؤكداً أن العجز التجاري القائم يمكن تقليصه عبر زيادة الصادرات الباكستانية من المنتجات الزراعية عالية الجودة والمنسوجات والكوادر البشرية المؤهلة.
وكشف إقبال عن فرص استثمارية واعدة للكويتيين في قطاعات رئيسية مثل التعدين والطاقة، مشيراً إلى أن الكويت تعتبر باكستان مصدراً موثوقاً للحوم الحلال والمنتجات الزراعية.
كما لفت إلى أن هناك تعاوناً متنامياً في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، بما يسهم في مواكبة التطورات العالمية.
تطرّق السفير إلى الجالية الباكستانية في الكويت والتي تجاوز عدد أفرادها 93 ألف شخص حتى عام 2025، حيث يسهمون في قطاعات متنوعة تشمل الصحة والهندسة والتعليم والقطاع المالي والمهن الفنية.
وبلغت تحويلات الجالية الباكستانية إلى بلادهم، خلال الفترة من يوليو 2024 حتى أبريل 2025، نحو 718 مليون دولار، بحسب السفير إقبال.
وأوضح أن باكستان قدمت دعماً مهماً للكويت خلال جائحة كورونا عبر إرسال آلاف الأطباء والممرضين والفنيين، مؤكداً أن إجراءات التأشيرات أصبحت أكثر مرونة، بما يعزز دور الجالية في التنمية الاقتصادية.
ونوّه إقبال بالتعاون الدفاعي القوي بين البلدين، الذي يشمل التدريبات العسكرية المشتركة والتبادل المستمر للخبرات، خاصة في المجال البحري.
مشاريع استراتيجية
واستعرض السفير بعضاً من أبرز المشاريع الكويتية في باكستان، منها 'شركة الاستثمار الباكستانية – الكويتية' التي تأسست عام 1979 كمؤسسة مالية تنموية لها استثمارات في التمويل واللوجستيات وتمتلك أسهماً في 'مصرف ميزان' وشركات استثمارية أخرى.
وأشار إلى أن 'شركة الاستكشافات البترولية الأجنبية الكويتية' استثمرت ما يقارب مليار دولار في قطاع الطاقة وتمتلك حصصاً في حقول غاز مهمة.
كما موّل صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية مشاريع اجتماعية وبيئية منذ عام 1977، وصولاً إلى توقيع اتفاق قرض بقيمة 7.5 مليون دينار كويتي (نحو 24.5 مليون دولار أمريكي) لتمويل مشروع سد 'مهمند' الكهرومائي.
واختتم السفير حديثه بتأكيد أن خريطة التعاون المستقبلي تركز على خمس أولويات رئيسية: الأمن الغذائي والزراعة، والطاقة والثروات المعدنية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتنقل الموارد البشرية، وأخيراً التعاون الدفاعي والاستراتيجي الذي يمثل حجر أساس لاستقرار المنطقة.
وكان رئيس وزراء باكستان شهباز شريف قد دعا، في مارس 2024، إلى تضافر الجهود لضمان التنفيذ المبكر لـ7 اتفاقيات، بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي، جرى توقيعها بين باكستان والكويت، في نوفمبر 2023.