الذكاء الاصطناعي والانسان

التقدم الكبير للذكاء الاصطناعي «AI» دائما ما يُثير تساؤلًا مهمًا، وهو هل تنقلب هذه التكنولوجيا سريعة التطور على الإنسان مثل أفلام الخيال العلمي أم يقتصر الأمر على تهديد الوظائف البشرية أم كل هذا خيالي؟ والحقيقة أنه شريك للإنسان في كل حياته اليومية.

الدكتور ماركو ممدوح، أستاذ هندسة الحاسبات والذكاء الاصطناعي، كشف عن وجهين للذكاء الاصطناعي أحدهما كشريك للإنسان في حياته والآخر كمنافس، حيث يمثل الصراع مع الإنسان بسبب التطور والإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي.

أستاذ هندسة الحاسبات قال في تصريح لـ«الوطن»، إن الذكاء الاصطناعي كمساعد للإنسان يُساهم في
زيادة إنتاجية وقدرات الانسان حيث يستخدم يومياً في تحليل البيانات، والتنبؤ من معطيات موجودة، وحتى في مجالات الطب بدأ الذكاء الاصطناعي مساعداً في تشخيص بل وقراءة أنواع معينة من الأشعة السينية وبرنامج IBM Watson Health الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في جوانب كثيرة وأظهر تميزا في ذلك، كل هذه الجوانب وأكثر ظهر فيها الذكاء الاصطناعي مساعداً وداعماً للإنسان على الوجه الذي تم صناعته وتدريبه عليه.

الدكتور ماركو ممدوح، كشف عن بعض جوانب التهديد، والتي جاء في مقدمتها، فقدان بعض الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي
مثل الروبوتات في مجالات التصنيع التي تظهر مهارة ودقة أكبر من الإنسان، وكذلك زيادة استخدامه في سوق المال وتحليل المعاملات المالية والتنبؤ بها من المعطيات الموجودة وهذا يعطي مؤشر للاستغناء عن خبراء سوق المال أو حتى تقليل عددهم ونفس الأمر مع المبرمجين ومطورين البرمجيات حيث أظهر الذكاء الاصطناعي قدرة فائقة على البرمجة والتطور السريع فيها ما قد يؤدي لتقليل عدد المبرمجين في كل شركة حيث يصبح دور المبرمج في الشركة كمراجع على برمجيات الذكاء الاصطناعي وليس مبرمجاً حقيقياً، لذلك مخاوف فقدان الوظائف صحيحة وليست خيالاً علمياً.

وتابع ممدوح بأنّ المخاوف تزداد مع تطوير الذكاء الاصطناعي العام «AGI» حيث يمكنه التفكير والتصرف بشكل مستقل مثل البشر، وبالتالي يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي الفائق إلى مخاطر مثل القرارات المستقلة في المجالات العسكرية مثلاً وهو أكثر مثال يثير المخاوف مما قد يشكل تهديدًا عالمياً لأنّ من الممكن لهذا النموذج من الذكاء الاصطناعي أن يتجاوز البشر في الذكاء، ما قد يؤدي إلى صراعات وجودية.