حسام علم الدين

الصراع الإقليمي المحدود الذي كان يمكن أن يهدأ قليلاً قد يعرض إمدادات الطاقة العالمية وصحة الاقتصاد العالمي لأخطار محدودة، وفقا لموقع ناشيونال الذي نشر مقالاً عن روبن ميلز الرئيس التنفيذي لشركة «قمر للطاقة» ومؤلف كتاب «أسطورة الأزمة النفطية».

وقال ميلز ان هناك مجموعة من التهديدات والسيناريوهات المتوقعة، ومنها ان العقوبات الأمريكية المكثفة على طهران قد تؤدي الى خفض انتاج طهران من النفط بنحو نصف مليون برميل يوميا. وقد تؤدي هجمات معادية على منشآت النفط الايرانية الى تعطيل صادراتها.

وأظهرت صوراً للأقمار الاصطناعية ان ناقلات نفطية عدة غادرت منطقة شمال خليج العرب، والتي تقع قرب محطة تصدير رئيسية لايران.

قطع الصادرات

وأشار ميلز الى ان ايران لا تستطيع إغلاق «مضيق هرمز» فعليا، لأن من شأن ذلك ان يقطع صادراتها النفطية أيضا، ومع ذلك، فان الطائرات المسيرة من اليمن والصواريخ البدائية قد تكون فعالة في ردع حركة الشحن في المنطقة وقد يكون من الصعب مواجهتها. وقد يؤدي تصاعد الصراع في المنطقة أيضا الى تعطيل صادرات الغاز الطبيعي المسال من الخليج الى النصف الشمالي من الكرة الأرضية مع قرب فصل الشتاء.

واكد ان الارتفاع الكبير في اسعار النفط والغاز من شأنه ان يضر اقتصادات الصين والهند وأوروبا، وقد يؤدي الى مخاطر كبيرة في تكرار التضخم المفرط عالميا، لافتا الى ان روسيا على عكس ذلك، ستكتسب قوة من صدمة اسعار الطاقة.

وتابع: يُتوقع ان تتدخل الصين في تهدئة الصراع الاقليمي، وهي التي ساعدت في تطبيع العلاقات بين ايران والسعودية في مارس الماضي، كما انها تتمتع بنفوذ قوي على طهران باعتبارها زبونها النفطي الوحيد.

أمن الطاقة

وأوضح ميلز ان التهديدات المتكررة لأمن النفط في المنطقة، خصوصا الاغلاق شبه الكامل لجنوب البحر الاحمر أمام حركة ناقلات النفط والغاز، لم تؤد الى ارتفاعات كبيرة في اسعار النفط، لافتا الى ان انتاج النفط الأمريكي المرن سيستجيب لاي اضطراب في اسواق النفط، كما ان احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي الى جانب المخزونات النفطية الضخمة في الصين ستغطي اي انقطاع قصير الأجل للامدادات النفطية في حال نشوب صراع اقليمي محدود.

وبين ان الطاقة الاحتياطية الرئيسية لمنظمة «أوبك+» المتركزة في السعودية والإمارات والعراق، والبالغة نحو 6 ملايين برميل يوميا قد تبرد قليلا اي اضطرابات ناجمة عن نقص الامدادات النفطية الايرانية التي تبلغ نحو 1.8 مليون برميل يوميا فقط.

واضاف: تشير التوقعات الى ان انتاج النفط الصخري في اميركا سينمو بمقدار يتراوح بين 400 الف الى 600 الف برميل يوميا في العام المقبل. ومن شأن ارتفاع اسعار النفط بشكل مستمر ان يزيد نمو انتاج النفط الاميركي ولكن في وقت لاحق من العام وبمقدار مئات الاف البراميل يوميا.

أسطول الناقلات سينهض مجدداً

اشار ميلز الى ان السوق النفطي العالمي المرن والاسطول الكبير للناقلات سينهضان مرة اخرى وسيستجيبان لأي حدث كبير قد يطرأ، خصوصا بعد تعاملهما الجيد مع الازمة الروسية الاوكرانية.

أسعار النفط قرب 80 دولاراً للبرميل ​​

واصلت أسعار النفط مسارها الصعودي، حيث ينتظر السوق لمعرفة ما إذا كان الكيان المحتل سيرد على طهران بسبب الهجوم الصاروخي الذي شنته عليه الأسبوع الماضي، وذلك بعدما رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن توجيه ضربة لحقول النفط الخام الإيرانية.

صعد خام «برنت» إلى 79.72 دولاراً للبرميل، بعدما قفز إلى أعلى مستوى له منذ يناير 2023 الأسبوع الماضي، بينما بلغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 76.22 دولاراً.