أكد العميد طارق العكاري الخبير العسكري أن إسرائيل تحاول دومًا أن تبيع للعالم فكرة أنها 'شعب مختلف'، وأنها تتفوق على الآخرين بفوقية وغطرسة مدعومة بالقوة.

وقال العكاري في مداخلة مع برنامج 'السادسة' المذاع على قناة 'الحيالة': 'الإسرائيليين، حتى عندما يواجهون انتقادات بسبب استهدافهم للمستشفيات، يلجؤون إلى تبريرات نفسية تهدف إلى الضغط على كل من يحمل الحد الأدنى من الإنسانية، في محاولة لإظهار أنفسهم كضحايا رغم أنهم استهدفوا 19 مستشفى في غزة'.

وأضاف: 'إسرائيل تسعى لترسيخ خطاب التفوق الأخلاقي والمدني، لكنها في الواقع تخوض معركة حقيقية على مستوى القدرات الدفاعية، منظومتها الدفاعية، التي أُنفِق عليها مليارات الدولارات، أصبحت اليوم في تراجع'.

وتابع: 'الهجمات الإيرانية تطورت كثيرا، فلم يعد الأمر يتعلق بإطلاق 100 أو 200 صاروخ، بل أصبح بالإمكان إطلاق 25 صاروخًا يصيب منها ستة أو سبعة أهداف، مما يعني أن نسبة الإصابة أصبحت أعلى بكثير، وبعض الصواريخ تصيب هدفها بدقة رغم محدودية العدد'.

وواصل: 'إيران استطاعت أن تتعامل بذكاء مع التحديات التكنولوجية والتكتيكية التي تفرضها المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، والتي تبدأ بمنظومة ثاد الأمريكية، مرورا بمقلاع داوود، وآرو بأنواعها، وصولًا إلى القبة الحديدية'.

وذكر أن الإيرانيين طوروا ثلاث استراتيجيات رئيسية لمواجهة هذه المنظومات أولًا، العمل على توقيت ضرب الصواريخ وتزامنها؛ ثانيا، زيادة القدرة التدميرية للصواريخ، ومنها الصواريخ العنقودية التي تفرغ عدة قنابل وتشوش الدفاعات الجوية؛ وثالثًا، استخدام الصواريخ الفرط صوتية (هايبرسونيك) التي تتجاوز سرعة 16 ماخ، وهي سرعة لا تستطيع الرادارات التعامل معها بسبب قصر زمن الاستجابة، ما يمنع إعطاء أوامر إطلاق لاعتراضها'.

واختتم: 'إسرائيل، بكل ما استثمرته في المنظومات الدفاعية، هل أدركت فعليا أن عدوها، سواء كان إيران أو حماس، تطور تكتيكيا إلى هذا المستوى، أم أنها فشلت في توجيه إنفاقها العسكري نحو مواجهة التهديدات الحقيقية، لدرجة أن شعبها لم يعد يعيش في أمان بل لم يعد يعيش فوق الأرض أصلًا، بل تحت الأرض'.