كتب : عادل حمران

سيبقى اسم الأستاذ عبدالرقيب العمري حاضرًا بقوة في أذهان موظفي مطار عدن لسنوات قادمة، بشهادة الجميع، كان العمري إداريًا محنكًا يتمتع بمهارات قيادية استثنائية، إضافة إلى امتلاكه ضميرًا حيًا وإنسانية مفرطة، خلال فترة عمله، سعى جاهدًا لتطوير عمل المطار ومساندة الموظفين بكل ما يملك من إمكانيات.

تميز العمري بكونه يرى الجميع بعين واحدة، لم يكن عنصريًا قط، بل سعى جاهداً لإتاحة الفرصة أمام العديد من الكوادر التي تم توظيفها في المطار. ففي الوقت الذي غالبًا ما يكون التوظيف في المرافق السيادية مرتبطًا بالوساطة أو متاحة فقط لأبناء الموظفين، فتح العمري الباب أمام الكثير من الكوادر التي لم يكن لها سند سوى مؤهلاتها العلمية.

يدرك الجميع أن العمري تسلّم زمام الأمور في مطار عدن في أصعب المراحل، فقد تعرض المطار خلال فترة إدارته لسلسلة من التحديات الاقتصادية والأمنية، من قصف حوثي وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، ومع ذلك، ظل المطار النافذة الرئيسية لكل اليمنيين نحو العالم، ولم يُميّز بين أي مواطن طبقًا لهويته أو منطقته، بل كان يعامل الجميع وفقًا للنظام والقانون، وضلت أبواب مطار عدن مفتوحة امام الجميع.

ورغم هذه التحديات الجسيمة التي رافقت سير العمل، حقق العمري إنجازات ملموسة، وشهد المطار خلال فترة عمله نقلة نوعية في شتى المجالات، بدءًا من مشاريع البنية التحتية وصولًا إلى تطوير الخدمات وتأهيل الكوادر العاملة وإعادة تأهيل البنية التحتية، بالإضافة إلى جملة من المشاريع الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها الآن، وكل من سافر من المطار سيدرك الفرق بين فترة وأخرى بوضوح.

نؤمن بأن التغيير سنة الحياة، ولكن نقولها بملء الفم عبدالرقيب العمري هو أحد الكوادر الوطنية المخلصة في هذا البلد، يستحق منا جميعًا اليوم أن نقول له شكرًا بملء الفم على كل ما عمل وقدم في سبيل خدمة الوطن من خلال عمله كمدير لأهم منشأة سيادية في بلادنا، لقد حقق إنجازات رائعة، والأهم من ذلك أن سمعته الطيبة ستبقى خالدة في قلوب وعقول رفاقه وزملائه وكل من يعرفه، فمواقفه النبيلة ستبقى في قلوبنا ولن ننساها.