هادي العنزي

على أنغام «النهمة» الكويتية، ولوحات فنية تراثية، وبلمسات فنية رفيعة في المباراة النهائية ألهبت حماسة الجماهير التي ملأت مدرجات «الأرينا»، اختتمت مساء أمس الأول النسخة الأولى لبطولة كأس العالم للبادل (الزوجي)، التي احتضنتها الكويت من 3 حتى 9 الجاري على ملاعب الأرينا وأكاديمية رافا نادال، وشهدت تغطية إعلامية عالمية كبيرة.

وحضر حفل الختام والمباراة النهائية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، ووزير الاعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، ورئيس مجموعة «بي إن كي القابضة» بدر ناصر الخرافي، والرئيس الفخري لنادي الكويت مرزوق الغانم، ومدير الهيئة العامة للرياضة بالتكليف بشار عبدالله، والسفير الإماراتي لدى دولة الكويت د.مطر النيادي، ورئيس الاتحاد الدولي للبادل لويجي كارارو، وعدد كبير من القيادات الرياضية.

وتوج بدر الخرافي الثنائي الإسباني أليخاندرو غالان المصنف الثاني عالميا وزميله الأرجنتيني فيديريكو تشينغوتو بطلا لكأس العالم في نسختها الأولى للرجال، بعدما تفوقا على المصنف الأول عالميا الأرجنتيني أوغستين تابيا والإسباني أرتور كويلو بمجموعتين لواحدة بواقع (2-6 و7-5 و6-2)، حيث جاء النهائي مسك الختام لبطولة تنافسية مثيرة منذ انطلاق أدوارها التمهيدية، وقدم الفريقان لمسات فنية رفيعة حازت إعجاب وتفاعل الجماهير الغفيرة التي حضرت المباراة، وتابعت القمة بشغف كبير، فيما ذهب لقب السيدات للثنائي باولا جوزماريا المصنفة الثانية عالميا وزميلتها أريانا سانشيز فالادا بعد فوزهما على المصنفة الأولى عالميا دلفينا بريا وجيما ترياي بونس بمجموعتين دون رد (6-3 و6-3).

تنظيم احترافي وعالمي

وبهذه المناسبة، أكد رئيس مجموعة «بي إن كي القابضة» بدر ناصر الخرافي أن النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى لكأس العالم للبادل (الزوجي) جاء بتعاون وتضافر جهود الجميع. وقال: «الكويت حاضرة في التاريخ منذ القدم، واليوم دخلت رياضة البادل تاريخ الكويت، بعد النجاح الكبير الذي تحقق بسواعد الشباب الكويتي، الذي أثبت للعالم قدرته على تنظيم أكبر وأهم البطولات العالمية باحترافية عالية، وهذا النجاح والتميز دافع لفريق العمل لتنظيم بطولات عالمية كبرى في المستقبل المنظور».

وشكر الخرافي فريق العمل الذي واصل العمل على مدار الساعة لعدة أسابيع متواصلة، ليثبت للعالم أن الشباب الكويتي قادر على مواكبة أفضل وأهم الأحداث الرياضية العالمية، مضيفا: «لا ننظر للمردود المادي، وكل ما كنا نصبو إليه هو النجاح وجمعة أهل الكويت، وسمعة الكويت أمام العالم، وهو ما تحقق ولله الحمد»، آملا مزيدا من الاهتمام برياضة البادل، لما تحظى به من اهتمام كبير لدى قطاع واسع من الشباب.

حضور جماهيري غفير

من جانبه، أعرب الرئيس الفخري لنادي الكويت مرزوق الغانم عن سعادته بالحضور الجماهيري الغفير، والنجاح الكبير الذي حققته البطولة على مختلف الصعد، وقال: «أتقدم بالشكر الجزيل للأخ بدر الخرافي على ما قدمه للكويت، وشبابها الرياضي، كما نشكر جميع الداعمين لكأس العالم، والنجاح الذي حققته البطولة دلالة واضحة على قدرة الكوادر الوطنية على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية العالمية، ونأمل أن تشهد رياضات أخرى تنظيم مثل هذه البطولات الكبرى».

مستوى فني رفيع

فيما، أشاد مدير الهيئة العامة للرياضة بالتكليف بشار عبدالله بالجهود الكبيرة التي بذلها بدر الخرافي ومشعل الأنصاري وفريق عمل اللجنة المنظمة لإنجاح بطولة كأس العالم للبادل، وقال: «الحضور الجماهيري الغفير، والمستوى الفني الرفيع الذي تابعناه في المباراة النهائية، دلالة واضحة على النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى لكأس العالم للبادل فنيا وتنظيميا وإعلاميا، وتأكيد عملي على أن للقطاع الخاص دورا حيويا ومؤثرا في تطوير الرياضة ونهضتها واستضافة أهم البطولات الدولية».

وأكد أن المباراة النهائية لزوجي الرجال جاءت مسك الختام، بعدما أوفت بكل الوعود على الجانب الفني والتنافسي، مضيفا: «تابعنا بسعادة بالغة مواجهة مثيرة ومتكافئة بين أبطال العالم، واستمتعنا كثيرا بالأداء الفني الرفيع الذي قدمه طرفا النهائي، وختاما نشكر كل من ساهم بهذا الحدث الرياضي الفريد في الكويت».

نجاح غير المسبوق

بينما أبدى رئيس الاتحاد الدولي للبادل لويجي كارارو سعادته الغامرة بالنجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى لكأس العالم للبادل (الزوجي)، وقال: «نبارك للكويت هذا النجاح غير المسبوق في أهم وأكبر بطولات البادل في العالم، لقد سعدنا بالتواجد بينكم، وبأمانة تامة لقد عشنا تجربة فريدة بكل تفاصيلها منذ اليوم الأول للبطولة، أنا فخور وسعيد جدا بهذا الحدث الكبير».

سعيد آل مكتوم: تنظيم عالمي

أعرب رئيس اتحاد الإمارات للبادل الشيخ سعيد آل مكتوم عن شكره وتقديره للكويت على استضافتها الناجحة لبطولة العالم للبادل، مشيدا بحسن التنظيم والاستقبال، وقال «نشكر الكويت قيادة وحكومة وشعبا على هذا التنظيم الرائع والضيافة الكريمة التي لمسناها منذ اللحظة الأولى، وهو ما يعكس مكانتها وقدرتها على إنجاح كبرى البطولات العالمية، كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى بدر الخرافي، وفريق عمله على جهودهم الكبيرة التي أسهمت في استضافة هذا الحدث العالمي بالشكل الذي يليق بالكويت والمنطقة»، مؤكدا أن ما قدموه يعد نموذجا يحتذى في دعم الرياضة العربية.

نجوم البادل: شكراً للكويت

حظيت بطولة كأس العالم للبادل (الزوجي) بإشادة عالمية من أفضل لاعبي البادل في العالم، وشهدت منافسات قوية، وحضور جماهيري غفير، ومتابعة إعلامية من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، اذ أبدى الأرجنتيني أوغستين تابيا المصنف الأول عالميا إعجابه الكبير بالمنشآت الرياضية التي احتضنت كأس العالم للبادل، وقال: «كأس العالم للبادل 2025 تعد نسخة متكاملة على مختلف المستويات، فالتنظيم احترافي بدرجة عالية، والمنشآت الرياضية عالمية الطراز، والبطولة شهدت أقوى المنافسات، وعليه فإنها بطولة ناجحة بامتياز، ونشكر دولة الكويت على حسن التنظيم وكرم الضيافة».

من جانبه، أكد الإسباني أليخاندرو غالان المصنف الثاني أن الكويت قدمت بطولة تاريخية في رياضة البادل، مضيفا، «استمتعت كثيرا بهذه البطولة الرائعة منذ يومها الأول، سواء على مستوى دقة التنظيم، أو جودة الملاعب، أو الضيافة والجماهير التي تابعت البطولة بشغف كبير، وآمل أن تنظم الكويت البطولة المقبلة لكأس العالم».

بدورها، قالت الإسبانية باولا جوسيماريا المصنفة الثالثة عالميا: «أتوجه بالشكر الجزيل لجميع القائمين على تنظيم هذه النسخة التاريخية لكأس العالم، لقد كنتم رائعين في كل شيء، سعدنا بالتواجد معكم، لقد غمرتمونا بالود منذ اليوم الأول، وستبقى ذكرى هذه البطولة خالدة لسنوات طوال».

كما أشادت المصنفة السابعة على العالم البرتغالية صوفيا أروخو بالمستوى الرفيع الذي شهدته منافسات كأس العالم، مبينة «منذ اليوم الأول تابعنا مباريات قوية في منافسات الرجال والسيدات على حد سواء، فالجميع يسعى للوصول إلى المباراة النهائية، لتحسين تصنيفه العالمي، بعدما وضع الاتحاد الدولي للبادل (FIP) 2000 نقطة للفائز بالمركز الأول، وكذلك للفوز بأول لقب لكأس العالم»، مختتمة حديثها، بالقول «شكرا.. إنها البطولة الأفضل والأجمل».

«FAN ZONE».. إبداع وإبهار

على مدار أيام النسخة الاستثنائية لكأس العالم للبادل، حرصت اللجنة المنظمة العليا للبطولة على أن تكون «منطقة المشجعين (FAN ZONE) التي أقامتها في «الأرينا» منصة متكاملة وليست ترفيهية فقط، عبر تقديم تجربة فريدة بأجواء احتفالية تمزج بين العروض الفنية التراثية والموسيقية، والألعاب التفاعلية، بالإضافة إلى توافر العديد من منصات العرض (Booth)، والمقاهي وشاشات العرض التي توزعت بعناية في منطقة المشجعين، كما وفرت «فان زون» فرصة استثنائية للجماهير بلقاء بنجوم وأساطير البادل المشاركين في كأس العالم، حيث حرص العديد منهم على التقاط الصور التذكارية مع نجومهم المفضلين.