اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
«النسوية لا تطالب بكره الرجل بل تطالب بالمساواة»..
لا احد يختلف مع هدف الحركة النسوية في بدايتها، فكانت المرأة تعاني من الاضطهاد والحرمان من أبسط الحقوق، كالتعبير عن رغباتها، العمل، التملك والمشاركة في أي نشاط. كانت تشعر وكأنها «كما يعبرّون هم» خادمة من دون أجر. ونجحت الحركة في كسر الكثير من القواعد والقوانين والأعراف، لكن انحرفت تلك الحركة عن هدفها الأساسي شيئا فشيئا حتى حرضوا النساء على التمادي وأصبح الهدف أن تكون المرأة كالرجل في كل شيء وعليها أن تثبت أن قدرتها الذهنية والجسدية لا تقل عنه بشيء.
وصل هذا الفكر لبلادنا العربية والمسلمة، بدايةً كانت الحجة قوية فالإسلام أعزّ المرأة وسرد حقوقها فما كان على النساء إلا أن يذكّرن الرجال بها. ولكن المؤسف أنهن انجرفن وراء الانحراف الذي حصل، أصبحت أغلب النساء تخجل من إظهار فطرتها وحبها في أن تكون ربة منزل، وأصبح الهدف هو العمل والحرص على اثبات القوة، وفي محيطي الكثير منهن فهناك المتزوجة ولديها أبناء وتعمل وتدرس في آن واحد وفي الحقيقة هي لا تريد ذلك ولكن ضغط النسويات جرفها لهذا الطريق من دون رغبة فعلية منها.
وها نحن اليوم نرى مقاطع تُنشر من الغرب «أساس الحركة» لجموع من النساء يرجعن لفطرتهن السليمة. أحد الأمثلة مقطع لامرأة ناجحة وظيفيا مديرة تنفيذية تقول انها مضطرة للعمل من أجل البقاء ولكنها فعليا لا تريد القيام بذلك، واكملت انها في عالم مثالي تريد أن تكون متزوجة ولديها أطفال وسعيدة جدا ومتفرغة لهم. كما تعلمون قبل الحركة كان هذا هو الوضع الطبيعي وبعدها أصبحت المرأة ملزمة العمل.
لننتقل لمجتمعنا، المرأة غير مجبرة على العمل فقط أتيحت الفرصة لها، حتى أصبحت ظروف الحياة تجبرها على ذلك، فالمرأة لها احتياجاتها ومتوسط دخل الزوج للأسف لا يغطي كل الاحتياجات، ولكم مثال مقطع انتشر هذه الأيام للشيخ عثمان الخميس، سُئِل «المرأة لا تريد أن تعمل تريد أن تجلس في البيت لرعاية أولادها ولكن زوجها يجبرها على العمل هل له الحق؟». بسبب الظروف أصبح الرجال يشجعون انحراف الحركة النسوية وإجبار المرأة على العمل بدلا من تخييرها للأسف، رد الشيخ قائلا: المرأة لا تريد العمل فرصة، لتجلس في المنزل وتربي الأولاد ولتعتني بالزوج. رده كان فيه توجيه وحرص على تربية الأبناء وهو الأهم ولكن نرى بأن هم الزوج الأول أصبح المال و ليس تربية الأولاد.
لنكن واقعيين، أرى وجوب خلق حل يفيد الجميع بدعم حكومي، لا مانع من إعطاء المرأة فرصة لإثبات نفسها في العمل ولكن يجب أن تعطى فرصة أيضا لأداء دورها في المنزل. اثبتت فترة كورونا أو حتى في رمضان بأن ساعات العمل القليلة لا تعرقل سير العمل، فلم لا تكون فترة عمل المرأة 4 ساعات وبقية اليوم لأسرتها. 3 ساعات كفيلة لتجديد الطاقة لأداء دورها كزوجة وأم.
أهلا بعودة الوعي والفطرة السليمة، فتمسكوا بها لخلق أجيال جديدة تُربى على يد أمهاتهم بدلا من غيرهم.
ليلى آل عباس